الوسم: استشارات مجانية قانونية

  • ماهو القتل للحصول على المنفعة الناتجة عن الجنحة؟

    القتل للحصول على المنفعة الناتجة عن الجنحة

    شددت الفقرة الثالثة من المادة 334 عقاب القتل المرتكب بغاية الحصول على المنفعة الناتجة عن الجنحة.

    والملفت للنظر هو اقتصار التشديد فقط على الجنح دون الجنايات.

     فما دام الهدف من التشديد هو خطورة الجاني واستخفافه بالقيم الاجتماعية والأخلاقية بإهداره دم إنسان في سبيل الحصول على منفعة نتجت عن ارتكاب جريمة ذات وصف جنحي، فمن باب أولى أن يطبق التشديد في حالة الحصول على المنفعة الناتجة عن جريمة ذات وصف جنائي.

    فالمشرع السوري لم يكن منسجماً مع نفسه في هذه الحالة.

     فالسارق الذي يقتل شريكه في السرقة ليستولي على حصته، تختلف نظرة المشرع إليه باختلاف الوصف القانوني للسرقة التي ارتكباها .

     فإذا كانت ذات وصف جنحي شدد عقاب الشريك القاتل.

     أما إذا كانت ذات وصف جنائي، فلا يخضع للتشديد، وبالتالي يستفيد الفاعل من خطورة الجريمة التي قتل من أجل الحصول على المنفعة الناتجة عنها.

    وتجدر الإشارة إلى أنه لا يشترط أن تكون المنفعة الناتجة عن الجنحة عبارة عن كسب مادي، كما هو الحال بالنسبة الجرائم الواقعة على الأموال كالسرقة والاحتيال وإساءة الائتمان، بل يستوي أيضا أن تكون المنفعة عبارة عن كسب معنوي، كما لو قام شخص بسرقة وثائق هامة مبرزة في دعوى قضائية، وأقدم أحد الخصوم على قتله للحصول على تلك الوثائق كي يستعملها لمصلحته.

  • ماهو القصد المباشر والقصد الاحتمالي في جريمة القتل؟

    القصد المباشر والقصد الاحتمالي في القتل

    يكون القصد مباشراً عندما يقصد الفاعل النتيجة ويعمل على تحقيقها. فعندما يكون إزهاق الروح متوقعا من الجاني كنتيجة حتمية ولازمة لفعله، نكون بصدد القصد المباشر.

     وعلى هذا فمن يطلق النار على رأس خصمه لقتله، فيموت، يسأل عن قتل مقصود استنادا لقصده المباشر.

     فهو أراد النتيجة وعمل لتحقيقها. أما القصد الاحتمالي فيكون عندما يقصد الفاعل نتيجة معينة ويعمل لتحقيقها، ولكنه يتوقع حصول نتیجة أخرى غير النتيجة التي أرادها، وان كان قدر احتمال وقوعها، فيرضى بها، ويتحمل المخاطرة، في سبيل تحقيق غرضه الأساسي .

     فلو وضع الجاني السم في طعام خصمه بنية قتله، ولكنه توقع أن يأكل معه صديقه في ذلك اليوم فيموت، فلم يمنعه ذلك من المضي في نشاطه الإجرامي، راضيا بقتل الشخص الأخر، كنتيجة محتملة، قد تقع وقد لا تقع، في سبيل الوصول إلى قتل خصمه، كنتيجة لازمة وحتمية لفعله.

     يلاحظ بهذا المثال أن الجاني قد توفر لديه قصد مباشر بالنسبة لخصمه، وقصد احتمالي بالنسبة للصديق.

    والقصد الاحتمالي هنا بمثابة القصد المباشر، فيلاحق الفاعل عن قتل مقصود للخصم وللصديق إذا توفيا، وعن شروع في القتل إذا لم تتحقق النتيجة لظرف خارج عن إرادة الفاعل.

     إذن الفرق بين القصد المباشر والقصد الاحتمالي هو أن الأول يفترض فيه توقع الفاعل حدوث النتيجة الجرمية على نحو يقيني كأثر أكيد ولازم لفعله.

     أما الثاني فيفترض فيه علم الفاعل بحدوث النتيجة الجرمية على نحو احتمالي، فمن المتوقع أن تقع ومن المتوقع أن لا تقع، ومع ذلك يمضي الفاعل في مشروعه الإجرامي، راضية بتحمل المخاطرة .

    وقد نصت المادة 188 من قانون العقوبات السوري على القصد الاحتمالي بقولها تعد الجريمة مقصودة وان تجاوزت النتيجة الجرمية الناشئة عن الفعل أو عدم الفعل قصد الفاعل إذا كان قد توقع حصولها فقيل بالمخاطرة”.

    من هذا النص نلاحظ أن المشرع السوري ألحق القصد الاحتمالي بالقصد المباشر وساوى بينهما في المسئولية والعقاب، مادام الفاعل في القصد الاحتمالي قد توقع النتيجة فقيل بالمخاطرة، أي قبل بالنتيجة.

    إلا أن موقف المشرع السوري من القصد الاحتمالي يختلف في حالة إذا توقع الفاعل وقوع النتيجة الجرمية ولم يقبل بها، بل حسب أن بإمكانه تجنبها وتلافي وقوعها معتمدا على مهارته في تلافيها.

     ففي هذه الحالة تخرج الواقعة، بنظر المشرع السوري، تماما من نطاق القصد الجرمي، وتدخل في نطاق الخطأ، فيسأل الفاعل عن جريمة غير مقصودة، لأن الفاعل لم يرضى بحصول النتيجة مقدما، ولم تتجه إليها إرادته.

    وقد تناولت هذه الحالة المادة 190 من قانون العقوبات بقولها

    “تكون الجريمة غير مقصودة سواء لم يتوقع الفاعل نتيجة فعله أو عدم فعله المخطئين، وكان في استطاعته أو من واجبه أن يتوقعها، وسواء توقعها فحسب أن بإمكانه اجتنابها”.

    والمثال النموذجي على ذلك يتمثل بقائد السيارة الذي يسرع في مكان مزدحم بالناس، فيتوقع أن يدهس أحدهم، إلا أنه لا يقبل بهذه النتيجة، وإنما يعتمد على مهارته في القيادة، ويعمل كل جهده في تلافي هذه النتيجة، ومع ذلك يدهس أحدهم ويموت لسوء تقديره.

  • ماهو القصد الجرمي في جريمة القتل؟

    القصد الجرمي في القتل البسيط

    يقوم القصد الجرمي على عنصري العلم والإرادة.

    فالعلم يستلزم الإحاطة بجميع أركان الجريمة وعناصر كل ركن فيها.

     والإرادة يجب أن تتوجه إلى الفعل والى نتيجته.

    وعلى ذلك فإن الركن المعنوي في جريمة القتل المقصود يستلزم توافر عنصري العلم والإرادة وهي عناصر القصد العام التي يجب توافرها في كافة الجرائم المقصودة.

    أولا – العلم بأركان الجريمة.

    التوافر القصد الجرمي لدى متهم بجريمة قتل ينبغي أن يقوم الدليل على علمه بأن فعله موجه إلى إنسان حي.

    أما إذا  كان معتقداً أن فعله موجه إلى جثة ميت فينتفي القصد لديه.

    فالطبيب الذي يعتقد أنه يشرح جثة، فإذا بصاحبها لا يزال حياً، ويموت على أثر التشريح، ينتفي القصد الجرمي لديه، وان أمكن ملاحقته استنادا لخطئه  كما ينبغي أن يكون الجاني عالما أن من شأن فعله إزهاق روح المجني عليه، وبانتفاء العلم ينتفي القصد.

     فمن يطلق بندقية على أخر معتقداً أنها فارغة من المقذوف فإذا بها، عن جهل منه، محشوة فيموت المجني عليه.

    ومن يطلق النار في الهواء، لتفريق جماعة من المتشاجرين ، أو احتفالا بمناسبة، معتقدا أن ليس من شأن فعله إصابة أحد، فيصيب المقذوف أحدهم ويقتله.

    ينتفي القصد الجرمي في هذه الحالات، وان أمكن مساعلة الفاعل عن قتل غير مقصود استناداً لخطأه إذا توافرت شروطه.

    كما ينبغي أن يكون الجاني عالما بطبيعة النتيجة التي ستترتب على فعله ومتوقع حدوثها.

     فمن يعطي دواء مجهضة لامرأة حامل يجب أن يكون عالماً بأن تناولها الدواء سيؤدي إلى إجهاضها.

    ومن يطلق النار على خصمه في مقتل يجب أن يكون عالماً بأن فعله سيؤدي إلى وفاته.

     فهنا توفر القصد لثبوت العلم بطبيعة النتيجة التي ترتبت على الفعل.

     أما من أعطى أخر مادة سامة متوقعا أن سيستعملها كسماد لحديقته، فإذا به يتناولها ظنا منه أنها دواء، لا يعد القصد متوافرة لديه، لانتفاء علمه بطبيعة النتيجة التي ترتبت على فعله.

     

    ثانيا – إرادة الفعل والنتيجة

    إضافة لوجوب توفر العلم لدى الفاعل بالوقائع والظروف التي أحاطت بارتكاب الفعل وتحقق الوفاة، يجب أن تتجه إرادته إلى إتيان الفعل المكون للنشاط الإجرامي في القتل.

    أي أن يثبت أنه أراد الطعن أو التسميم أو الخنق أو إطلاق النار، أو غير ذلك من الأفعال.

     فلا يسأل عن قتل مقصود من يكره على هذه الأفعال، لأن إرادته لم تتجه حرة مختارة إليها .

    كما يجب أن تتجه إرادة الجاني إلى إحداث النتيجة الجرمية، أي إزهاق الروح.

     فلا يكفي لتوفر القصد الجرمي أن يكون الفاعل قد أراد فعل الاعتداء، وإنما لا بد أن يثبت أنه أراد بهذا الاعتداء إحداث الوفاة أيضا.

     أما إذا ثبت أن الإرادة اتجهت فقط إلى الاعتداء دون النتيجة، فقد يسأل الفاعل عن جرم الإيذاء المفضي إلى الموت إذا انصرفت إرادته إلى مجرد المساس بسلامة جسم المجني عليه، أوعن قتل غير مقصود إذا لم يقصد هذا المساس .

    وتثير إرادة إزهاق الروح مشكلة التمييز بين القصد المباشر والقصد الاحتمالي، ومدى كفاية كل منهما ليقوم به قصد القتل.

  • ماهي جريمة القتل و ما أنواعها في القانون السوري؟

    القتل في قانون العقوبات السوري

     

    قبل صدور قانون العقوبات السوري علم 1949، كان قانون الجزاء العثماني هو المطبق في البلاد التي كانت تحكمها الدولة العثمانية، ومنها سوريا.

    وقد اقتبس هذا القانون أسس القانون الفرنسي، في هذا المجال، مع مراعاة بعض أحكام الشريعة الإسلامية.

     ولقد اعتمد هذا القانون المعيار القديم في التمييز بين القتل المقصود ذو النية الآنية،  والقتل العمد ذو النية المبيتة، إلى جانب القتل الخطأ.

    وبصدور قانون العقوبات السوري انتهج به المشرع نهجاً حديثاً، بإتباعه لما سارت عليه أكثر التشريعات الجزائية حداثة، في ذلك الوقت، كقانون العقوبات السويسري الصادر عام 1937، وقانون العقوبات الإيطالي الصادر عام 1930، وبمراعاته لأحدث النظريات الجزائية في هذا المضمار.

     فإضافة إلى تقسيم جرائم القتل إلى زمرتين: مقصودة و غير مقصودة، فهو لم يعتمد التقسيم الثنائي التقليدي للقتل المقصود، بل قام بتقسيم جرائم القتل المقصود إلى ثلاثة أصناف، تختلف خطورة كل منها تبعا لنية الفاعل وظروف التنفيذ وصفة المجني عليه، مع بقاء أركانها الأساسية واحدة. وهي كما يلي:

    1- القتل البسيط:

    وهو الجرم الأساس في جرائم القتل، نصت عليه المادة 533 ق.ع. و هو القتل الذي لم يقترن بأي ظرف من ظروف التشديد أو التخفيف. و عقابه سن 15 إلى 20 سنة أشغال شاقة.

    2- القتل المشدد:

    ويكون في حالة اقتران جرم القتل البسيط مع إحدى حالات التشديد الواردة في المادة 334 ” کالسلب بالعنف وصفة الموظف والحدث… “، أو المادة 535 ” كالعمد وصفة الأصل والفرع… “. حيث يصيح العقاب فيها الأشغال الشاقة المؤبدة إذا اقترن القتل بإحدى ظروف التشديد الواردة في المادة 534، والإعدام إذا اقترن القتل بإحدى ظروف التشديد الواردة في المادة 535.

    3- القتل المخفف:

    ويكون في حالة اقتران جرم القتل البسيط مع إحدى حالات التخفيف الواردة في المواد 537 قتل الأم لوليدها اتقاء للعار”، و 538 “القتل إشفاقا”، و 539 “التحريض والمساعدة على الانتحار”.

    وهذه الحالات أو الظروف ارتأى المشرع أنها تدعو إلى الرأفة بالقاتل وتخفيف عقوبته بالنزول بها عن الحد الأدنى المحدد لجرم القتل البسيط.

     نستنتج مما سلف، بأنه عندما يقع جرم قتل في سورية، فينظر القاضي إلى احتمال اقترانه بأي حالة من حالات التشديد الواردة في المواد 534- 535، أو اقترانه بأي حالة من حالات التخفيف الواردة في المواد 537- 538 -539 على فاعله العقوبة وفي حال عدم اقتران القتل بأية حالة من هذه الحالات، فالجرم عندئذ قتل عادي أو بسيط، تطبق الواردة في المادة 533.

  • صيغة سند قرض مبلغ نقدي مضمون بكفالة جماعية

    سند قرض مبلغ نقدي مضمون بكفالة جماعية

     أنا الموقع أدناه …… بن …… والدتي …… تولد ……۱۹ …… خ – ……  أحمل البطاقة الشخصية الصادرة عن أمين السجل المدني في  …… رقم … … تاريخ / / ومقيم في مدينة …… شارع …… بناية …… طابق …… كموطن مختار لي لتبلغ كل ما يتصل بهذا السند .

    أقر وأنا بكامل الأهلية المعتبرة شرعاً وقانوناً بأنني قبضت من السيد …… بن السيد …… مبلغ …… ليرة سورية على سبيل القرض بغير فائدة أو بفائدة سنوية قدرها …… % من تاريخ الاستحقاق ولغاية الوفاء التام والتزمت بوفائه له مع فوائده ومصاريفه بتاريخ / / في محل إقامته الكائن ف ي مدينة …… شارع …… بناية …… الطابق …… دونما حاجة لأعذاري أو الحصول على حكم قضائي بذلك وقد أسقطت حقي بإخطاري بواسطة دائرة التنفيذ وبمهلة الإخطار وإثباتا لذلك فقد أعطيته هذا السند تحریرة بعدما قرأته وتفهمت مندرجاته.

    … في ||

    المقترض المقر بما فيه

    الاسم والتوقيع


    الكفالة

     

    نحن الموقعين أدناه

    …… بن …… والدتي …… تولد…… 19 …… خ أحمل البطاقة الشخصية الصادرة عن أمين السجل المدني في …… رقم…… تاريخ / /

    و ….. بن …… والدتي …… تولد …… …… ۱۹خ- …… أحمل البطاقة الشخصية الصادرة عن أمين السجل المدني في …… رقم …… تاریخ //

    وكلانا مقيمان في منزل أولنا/ أو ثانينا الكائن في مدينة….. شارع …… بناية …… طابق …… كموطن مختار لنا لتبلغ كل ما يتصل بهذا السند نقر ونحن بكامل الأهلية المعتبرة شرعاً وقانوناً بأننا كفلنا السيد …… بن …… وبالتضامن معه وفيما بيننا وبعدم قابلية الالتزام للانقسام في رد القرض المذكور أعلاه مع فوائده ومصاريفه للمقرض السيد …… في محل إقامته المبين أعلاه أو لمن يحوله له دون رضاء مكفولنا أو رضائنا وبمحل إقامته وفي موعد استحقاقه الواقع في | | دونما حاجة لتجريد مكفولنا أو اعذار

    ……

    … في //

    المقر بما فيه

    المقر بما فيه

    الكفيل المتضامن

    الكفيل المتضامن

    الاسم والتوقيع

    الاسم والتوقيع

  • الكونتيسة الدموية في المجر

    الكونتيسة الدموية في المجر

    تستحم بدماء ضحاياها من أجل الحفاظ على شبابها! I

    قصة أغرب من الخيال .. لكنها حقيقية .. عن كونتيسة هنغارية التي حولت قلعتها إلى مسلخ بشري من أجل المحافظة على جمالها !!

    قامت بقتل وتقطيع أوصال 650 فتاة بريئة لتستحم بدمائهن، ورغم وجود الوثائق التي تؤكد حدوث هذه الجرائم، ورغم العثور على أوراق المحاكمات التي أجريت للكونتيسة ومعاونيها في مطلع القرن السابع عشر، إلا أن هناك اليوم بعض المؤرخين ممن يقدحون في صحة تلك الوثائق التاريخية، ويعدونها جميعها ملفقة لغرض تصفية حسابات سياسية خاصة مع عائلة الكونتيسة ذات النفوذ الكبير في الدولة آنذاك ..

    على كل حال .. إليك عزيزي القارئ القصة المخيفة والمثيرة لكونتيسة الدم الهنغارية .

    عندما تتجمع قوى الشر جميعها في قلب امرأة، وترمي قذائفها الفتاكة على البشرية، فتتناثر الدماء على مرايا التاريخ، لتفتح الأيادي من خلف تلك المرايا على قصة أشهر مصاصة دماء في التاريخ البشري حملت بجدارة لقب «دراكيولا النساء» إنها الكونتيسة المجرية «إليزابيث باثوري»، والتي أهداها التاريخ الدموي وسام «كونتيسة الدم».

    فمن خلف جبال (قربيزيا) وبالذات في القرن السادس عشر تعالت صرخات فتيات أشبه بأشباح الظلام، فقد كانت تلك الجبال تخبئ خلفها أسطورة الشر، ومصاصة دماء حقيقية، أي أن ما ينسجه التاريخ عنها هنا ليس مقطوفاً من الخيال بل حقيقة مخيفة، إذ اهتز التاريخ وهو يبصر ملامح الشر قد تجمعت كلها في قلب امرأة عاشت حياتها تقتات على لحوم الفتيات العذاري، وتشرب دماءهن.

    ففي عام 1561م أسكبت قوى الشر في شمال غرب هنجاريا «المجر» وقد تناثرت جميعها داخل قلب طفلة آية في الجمال ولدت للتو دعى «إليزابيث باثوري» من أب يدعى «جورج» وأم تذعی «آنا». .

    ترعرعت الطفلة إليزابيث مع أختين أكبر منها: «أنسشیکا وساندرا»، وقد وشمت على وجوه أفراد عائلتها جميعاً شامة العدوانية وسوء الخلق، وفي عام 1569م  أكملت إليزابيث عامها التاسع، وفي هذه الأثناء اشتعل فتيل ثورة «أزسید» بقيادة المزارعين، ونتج عن هذه الثورة الجرائم البشعة والاعتداءات والتعذيب.

    وبينما كانت الثورة في أوج اشتعالها أبصرت إليزابيث مشهدا نحت بذاكرتها وهي مختبئة بذعر خلف الأشجار، فلقد أبصرت المزارعين وهم يقتلون أختها، وبعد أن هدأت نيران الثورة تم تعذيب المزارعين أمام عيون الصغيرة «إليزابيث».

    وفي عام 1975م  أمسكت الكونتيسة «إليزابيث» بقبضة الأفراح بزواجها من الكونت «فرنسيس ناداستي»، ولكن زوجها للأسف قد نقش في قلبه عتمة القسوة، فقد كان يتلذذ بمشاركته في الحملات الجائرة ضد الأتراك بتعذيب أسراهم، وذلك بتقطيع رؤوسهم، وإقامة الحفلات الراقصة بجوار جثثهم، حتى إن التاريخ الدموي ليخبرنا بأنه تفنن في إعطاء زوجته الدروس المهمة في فنون التعذيب، وكان لها المعلم الماهر في ذلك!

    وفي عام 1585م انتشرت ألحان السعادة في قصر إليزابيث بعد إنجابها ابنتها الأولى (آنا)، إلا أن الأمومة لم تجعلها تتشبث بثار الرحمة، وفي هذه الأثناء كان زوجها الخبير العسكري بعيدا عنها يزور عائلته لفترة قصيرة فقط، فبدأ عقلها يسبح في شطآن الكآبة والوحدة، وبدأت تطرد الضجر بجوار خادماتها الصغيرات اللاتي لم يتجاوزن سن الأربعة عشرة عاماً حسب أوامرها.

    وكانت إليزابيث تختارهن وفق مزاجها.

    وفي عام 1594م بدأت قوى الشر تتفاقم بطريقة غريبة عند إليزابيث بعد أن اختارت الخادم الأعرج «جانوس» والذي برع في مساعدتها في سلسلة تعذيب خادماتها، أي كان اليد اليمنى لها.

    وفي عام 1598م أنجبت إليزابيث الابن الوحيد لها (باول) والذي أبصر الدنيا بعد ولادة أخواته الثلاث «آنا وأورسولا وكاترينا»، ويعد عام 1604 م العام الذي شهد العديد من الأحداث المرعبة التي خلقت الغيوم السوداء، فلقد رحل زوجها الدوق فرنسيس»، لتقرر إليزابيث بعد مرور أربعة أسابيع من رحيله ترك القصر إلى فيينا، ولتعتني بممتلكاتها الواسعة الممتدة في صربيا وسلوفاكيا.

    وفي ظل هذه التغيرات ظهرت من بين أشباح الظلام امرأة شريرة في حياة إليزابيث دعی: «آنا دار فوليا» ومع طلتها المقيتة بدأ القتل يسلك الطرق الأكثر وحشية، ولكي تحقق إليزابيث مرادها في حلقات التعذيب هذه طردت أم زوجها مع أبنائها الأربعة من القصر الملكي.

    وبدأت هنا رحلة التعذيب المتوحشة للخادمات الصغيرات والتي اتخذت فيها أبشع الطرق، حيث كانت إليزابيث تتبع أسلوب غرس الدبابيس على الشفتين العليا والشفلى للخادمات، وغرسها كذلك بأماكن متفرقة على لحم أجسادهن، كما كانت تجبرهن على البقاء طويلاً داخل مياه النهر الشديد البرودة في فصل الشتاء القارس.

    ومن أساليبها البشعة التي تفننت بها أنها كانت تصب الماء المغلي على الخادمات، وتحرق شعورهن بالنيران الظامئة للمزيد من الضحايا، وإذا ما أخطأت خادمة في ربط یاقتها بدقة وإتقان يكون عقابها بطعن وجهها الناعم بالحديد الساخن.

    ووصلت بالفعل إلى قمم الوحشية، حيث كانت تجبر – قسراً- الفتيات على الإمساك بنقود ومفاتيح تضيء باللون الأحمر المكتسب لونه من عملية تحميرها بالنيران وشدة سخونتها.

    ومن غرائب المشاهد الجريئة حقاً أنها كانت تطلي الفتيات بالعسل وتخرجهن لمدة يوم كامل ليصبحن تحت غزو الحشرات، وكانت تجبر خادماتها على الصوم عن الطعام والشراب لعدة أيام، وعندما يشتعل غضبها تضع أصابعها المتصلة بمخالبها الحادة في زوايا فم إحدى الفتيات، ثم تجر أطراف فم الفتاة حتى تتقطع زوايا الفم، وكانت كذلك وبدون رحمة تقطع أصابع خادماتها بالقص.

    قتلت الكونتيسة الدموية المزيد من الفتيات الشابات اللواتي كان خدمها يأتون بهن من قرية الفلاحين الفقيرة الواقعة على سفح الجبل، كانوا يخدعون الفتيات الخدمات زاعمين بأنهن سيحصلن على عمل مريح كخادمات في قلعة الكونتيسة وبرواتب مرتفعة، وما أن تنطلي الحيلة على الفتاة و تخطو إلى داخل قلعة الموت حتى تصبح خطواتها تلك هي الأخيرة في حياتها، كان مساعدو الكونتيسة يقتلونها ببشاعة لكي تتمكن سيدتهم من أخذ حمامها التنموي اليومي!.

    ورغم الجمال الساحر للكونتيسة إليزابيث التي وصفت به لكونها أجمل نساء بريطانيا آنذاك إلا أنها كانت لا تحمل في داخلها ذرة جمال روحي، وعندما بلغت سن الثالثة والأربعين بدأت تجاعيد الزمن تسطو على ملامحها الجميلة، حتى لجأت للأطباء للتخلص منها دون أن تجد حلا لذلك!

    وأخيرا طرقت يوماً باب ساحرة نصحتها بشرب دماء فتاة عذراء لتعيد شبابها المفقود، فقام حراسها بتلبية الأوامر يتنقلون بكر بين الأرياف الفقيرة، وذلك لخطف الفتيات العذاري يومياً، وتعليقهن بسلاسل لإحضارهن للقلعة، ومن ثم تأخذ دماءهن التشربها الكونتيسة إليزابيث، وبعض الروايات التاريخية تخبرنا بأنها كانت تأكل لحوم الفتيات الشابات بالإضافة إلى شرب دمائهن لتستعيد نضارة الشباب !

    لكنها أحست بأن دماء الفلاحات القادمات من القرية له مفعول قليل الأثر على بشرتها، لذلك تطلعت للحصول على نوعية أفضل من الدماء، وقد وجدت ضالتها في فتيات الطبقة النبيلة اللواتي كانت عائلاتهن ترسلهن إلى قلعة الكونتيسة لكي يتعلمن منها أصول التصرف والتحدث بلباقة (الإتيكيت) في حفلات و تجمعات طبقة المجتمع الراقي، وقد لاقى عدد كبير من أولئك الفتيات النبيلات نفس المصير الأسود الذي تجرعته قبلهن بنات الفلاحين الفقراء.

    لكن مع اختفاء فتيات العائلات النبيلة، ولأن الكونتيسة أصبحت أكثر تهوراً في اقتراف جرائمها. بدأت بالتدريج تنتشر شائعات كثيرة هنا وهناك حول مصير فتيات قلعة «كسيتز» المفقودات اللواتي أخذت أعدادهن تزداد يوما بعد آخر.

    وأصبحت شكوى النبلاء الذين فقدوا بناتهم تصل تباعاً إلى أسماع إمبراطور «هنغاريا » الذي أصدر في النهاية أوامره لرئيس الحكومة بإرسال قواته إلى قلعة الكونتيسة تحري ما يجري هناك.

    وفي 30 ديسمبر 1610م دخلت مجموعة من الجنود إلى قلعة الكونتيسة ليلا .. في الداخل كانت تنتظرهم مشاهد مرعبة بكل معنى الكلمة، ففي وسط البهو الكبير كانت هناك فتاة ميتة لا توجد قطرة دم في جسدها ؛ فتاة أخرى كان جسدها ينزف لكنها كانت لا تزال على قيد الحياة، وفي قبو القلعة اكتشفوا مجموعة من الفتيات اللائي كن ينتظرن مصيرهن الأسود في زنزانات صغيرة وقذرة حالكة الظلام، وبالقرب من سور القلعة على سفح الجبل اكتشف الجنود بقايا بشرية لأكثر من 50 فتاة.

    في أثناء محاكمة الكونتيسة عام 1611م اكتشف المحققون أسماء 650 ضحية في دفتر ملاحظاتها ؛ لقد كانت محاكمتها من أكبر المحاكمات في تاريخ هنغاريا، ولا تزال وقائعها محفوظة حتى اليوم.

    جميع معاوني الكونتيسة حُكم عليهم بالإعدام، تم شنقهم ثم أحرقت جثثهم ؛ لكن الكونتيسة، وبسبب مركزها الاجتماعي لم تحاكم .. بل وحتى لم تحضر إلى المحكمة، لكن الإمبراطور أمر بحبسها في قلعتها، حبسوها في غرفة نومها ثم أغلقوا عليها جميع النوافذ والأبواب بالحجارة، وكانوا يوصلون الطعام والماء إليها عبر فتحة صغيرة في الجدار .

    وفي عام 1614م، أي بعد أربعة أعوام على سجن الكونتيسة في قلعتها، عثر حراسها عليها منكفئة على وجهها في وسط زنزانتها المنزلية وقد فارقت الحياة؛ إليزابيث باثوري أو الكونتيسة الدموية كانت في الرابعة والخمسين حين فارقت الحياة .

  • ماهو الفرق بين الوصاية والقوامة؟؟

    ورد سؤال من أحد الأصدقاء يسال عن الفرق بين الوصاية والقوامة؟؟؟؟
    الجواب :
    من حيث النتيجة فالقوامة والوصاية هدفها حفظ الحقوق.
    لكن الفرق باختصار هو:
    أولا:
    الوصاية تقوم على أموال القاصر الذي لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره ويتم تعين وصي من القاضي الشرعي عادة ما يكون الجد أو العم وأحيانا الأم.
    ثانيا:
    أما القوامة فهي تقوم على أموال شخص بالغ لكنه لا يمتلك الأهلية اللازمة لإتمام تصرفاته وكون انه يخشى على أمواله منه يتم تعيين قيم على أمواله بناء على قرار من القاضي الشرعي وقد يكون هذا الشخص أحد أولاده أو أقربائه أو شخصا من غير هؤلاء يراه القاضي مناسبا.

يرجى ارسال السؤال دفعة واحدة
1