التصنيف: الشركات التجارية

  • قصة الجريمة التي روعت أميركا (بالفيديو)

    قصة الجريمة التي روعت أميركا (بالفيديو)

    ليلة الرعب في منزل عائلة ديفو 

    قصة الجريمة التي روعت أميركا

    محامي
    رونالد ديفو

    سکون عجيب يلف الحي ويمنح الناظر شعوراً زائفاً بالأمان، كل شيء بدا هادئاً ذلك المساء، لكنه كان هدوءاً كاذباً أشبه بذلك الذي يسبق العاصفة، لا أحد يعلم على وجه الدقة ماذا جرى في تلك الليلة ولا كيف جرى؟

    لكن الأكيد والمتفق عليه هو أن عدة أرواح بريئة أزهقت ببشاعة وبدم بارد على يد أقرب الناس إليها في جريمة غريبة حامت حولها الكثير من الأسئلة، هل تلبس الشيطان جسد القاتل حسب ادعائه ؟

    هل ساعده شخص آخر في تنفيذ جريمته ؟

    هل المنزل مسكون بالجن حقاً ؟

    لا جواب وإنما المزيد والمزيد من علامات الاستفهام تتراكم عاماً بعد عام حتى أصبح اللغز أحجية عجز أبرع محققي العالم عن حله.

    صوت شيطاني كان يدوي في رأسي .. اقتل .. أقتل .. اقتل

    في مساء ليلة 13 تشرين الثاني / نوفمبر عام 1974م. دخل شاب في العشرينيات من عمره مسرعاً إلى إحدى حانات بلدة امتيفيل في نيويورك، بدا مضطرباً وخائفاً، وسرعان ما توجهت جميع الأنظار إليه بعد أن ارتفع صوته صارخاً:

    «يجب أن تساعدوني، أعتقد أن أبي وأمي قد قتلا رمياً بالرصاص»..

    لم تكن جرائم القتل أمراً شائعاً في البلدة الهادئة الصغيرة، لذلك أسرع بعض روّاد البار مع الشاب إلى منزله لرؤية ما حدث هناك، لوهلة بدا كل شيء عاديا داخل المنزل، لم تكن هناك آثار لعنف أو دماء، لكن في إحدى غرف النوم في الطابق الثاني تمدد «رونالد ديفو» (43 عاما) و «لويز ديفو» (42 عاما) وسط بركة صغيرة من الدماء، كانا مستلقيين جنباً إلى جنب فوق فراشها، وبدا أنها قتلا بغتة أثناء نومها.

    وفي غرفة أخرى في نفس الطابق تم اكتشاف جثتين أخريين، كانتا لصبيين هما «مارك ديفو» (12 عاما) و «جون ديفو» (9 أعوام) ويبدو أنها قتلا بنفس الطريقة التي قتل  فيها والديهما أي أثناء النوم، وفي هذه الأثناء بدأت سيارات الشرطة تهرع نحو المنزل، وسرعان ما انتشر المحققون وخبراء الأدلة الجنائية في أرجائه.

    وأثناء تفتيشها لبقية الغرف اكتشفوا جثتين أخريين في غرفة أخرى، كانتا لفتاتين هما « دوان ديفو» (18 عاما) و «الیسون ديفو» (13 عاما) وقد تم قتلها أثناء النوم أيضا، لقد بدا جلياً أن القاتل قام بقتل جميع أفراد عائلة ديفو باستثناء «رونالد ديفو» الصغير (23 عاما)  الابن البكر والذي كان هو أول من اكتشف الجريمة وهرع نحو الحانة القريبة طلبا للنجدة .

     أثناء التحقيق الأول اكتشفت الشرطة بأن القاتل استعمل مسدساً «کالیبر» (عيار .35) في قتل ضحاياه، وأن جميع الضحايا قتلوا أثناء النوم، الأب والأم قتلا برصاصتين لكل منها، أما الأبناء فقد قتلوا برصاصة واحدة، والغريب أن جميع الجثث كانت مسجاة ووجهها نحو الأسفل.

    كان أول الأشخاص الذين حققت معهم الشرطة هو «رونالد ديفو» الابن الذي ادعى أنه غادر المنزل في الساعة السادسة من صباح اليوم السابق لاكتشاف الجريمة، وأنه قضى نهاره في العمل بمعرض السيارات الذي يملکه والده، ثم توجه عصرا إلى شقة صديقته وأمضى معها بعض الوقت، وخلال اليوم قال رونالد: إنه اتصل بمنزل والديه عدة مرات من دون أن يرد أحد، لذلك شعر بالقلق فتوجه نحو المنزل عند الساعة السادسة مساء وقد طرق الباب عدة مرات لكن أحداً لم يرد عليه، لذلك تسلل إلى داخل المنزل عبر النافذة، وتوجه إلى غرفة والديه ليضم برؤية جثتيهما، فهرع مسرعا إلى البار ليطلب المساعدة، وعندما سألته الشرطة حول ما إذا كان يتهم شخصاً ما باقتراف الجريمة، ادعى «رونالد» بأنه يشك في رجل عصابات اسمه «لويس فليني» كان قد تشاجر معه سابقاً وهدده بتصفية جميع أفراد عائلته.

    في اليومين اللاحقين لاكتشاف الجريمة أخذت الشرطة تحقق مع جيران وأصدقاء العائلة، وبدأت تتكشف بعض الحقائق المثيرة، لقد عرفت الشرطة بأن «رونالد ديفوه الأب كان رجلاً متسلطاً وسريع الغضب، وأن ابنه رونالد الصغير كان أسوأ منه في رداءة الطباع والأخلاق، وأن علاقة الأب والابن غالباً ما كانت تشوبها الكثير من المشاكل، وقد حدثت بينها الكثير من المشاجرات العنيفة.

    ولكن رغم هذه العلاقة السيئة فإن «رونالد» الأب الذي كان ميسور الحال لم يكن يبخل على ابنه بالمال، كما عرفت الشرطة بأن رونالد الابن كان مدمناً على المخدرات، وقد وصفه بعض أصدقائه بأنه شخص عنيف وسريع الغضب، وأنه يتاجر أحيانا في بيع وشراء الأسلحة النارية.

    هذه المعلومات حول رونالد الابن أثارت شكوك الشرطة حوله خاصة وأن التحقيق أظهر بجلاء بأن الشخص الذي نفذ الجريمة كان يعرف منزل عائلة ديفو جيداً، وأنه  تنقل بين غرف الضحايا من دون أن يثير أي شكوك حوله.

    ثم اكتشفت الشرطة شيئاً آخر زاد من شكوكها، فأثناء تفتيشها لغرفة رونالد الابن في منزل والديه وجد أحد المحققين صندوقين خشبيين من النوعية التي تعمل لحفظ المسدسات، كان أحد الصندوقين يعود لمسدس من عيار «كاليبر 35» وهي نفس ماركة السلاح الذي استعمل في تنفيذ الجريمة.

    ثم أخيرا جاء تقرير تشريح جثث الضحايا ليحول شكوك الشرطة إلى اتهام، فقد ذكر التقرير بأن أفراد عائلة ديفو تم قتلهم بين الساعة الثانية والرابعة بعد منتصف الليلة التي سبقت اكتشاف جثثهم، أي أن رونالد الابن کان موجوداً في المنزل ساعة حدوث الجريمة؛ لأنه كان قد أخبر الشرطة بأنه غادر المنزل في الساعة السادسة من صباح ليلة الجريمة.

    سرعان ما ألقت الشرطة القبض على «رونالد ديفو» الابن بتهمة قتل أفراد عائلته، في البداية أنكر جميع التهم الموجهة إليه، وادعى البراءة، لكن عندما حاصره رجال الشرطة بالأسئلة، وبعد أن واجهوه بالتناقض الكبير في أقواله، أخفی رونالد ديفو الابن رأسه بين يديه ثم أردف قائلا بيأس:

    «لقد حدث كل شيء بسرعة، عندما بدأت لم أستطع التوقف، لقد حدث كل شيء بسرعة»

     ثم اعترف للشرطة عن الكيفية التي نفذ بها جريمته، حيث زعم بأنه أطلق النار أولا على والده في مؤخرته، وعندما قام فزعاً وحاول مهاجمته عاجله بطلقة أخرى في رأسه، وأثناء ذلك استيقظت والدته وأخذت تصرخ وتتوسل، فعاجلها بطلقة في صدرها، ثم أردفها بأخرى في رأسها، ثم انتقل إلى غرفة شقيقيه فأطلق طلقة واحدة على رأس كل منهما!

    وأخيرا ذهب إلى غرفة شقيقتيه وقتلهما بنفس الطريقة، ثم نزل إلى الطابق السفلي واستحم وبعدها ترك المنزل وأخذ معه ملابسه الملطخة بالدماء وسلاح الجريمة من أجل إخفائها.

    في 14 تشرين الأول / أكتوبر عام 1975م. بدأت محاكمة «رونالد ديفو»، وقد حاول فريق الدفاع إقناع هيئة المحلفين بأنه يعاني من الجنون، وأنه اقترف جريمته بدون وعي وإدراك، وزعم رونالد أثناء شهادته في المحكمة بأنه اقترف جريمته تحت تأثير صوت شيطاني استحوذ على تفكيره، وكان يدوي في رأسه قائلاً:

     «أقتل .. اقتل .. اقتل»، لكن حجة الجنون لم تقنع هيئة المحلفين الذين أجمعوا في قرارهم على أن «رونالد ديفو» الابن مذنب بقتل جميع أفراد عائلته، وقد حكم عليه القاضي بالسجن لمدة 150 عاما بواقع 25 عاماً لكل جريمة على حدة.

    محامي

    رغم إدانة «رونالد ديفو» وسجنه إلا أن أغلب الناس لم يكونوا مقتنعين بروايته حول طريقة قتله لأفراد عائلته، وكذلك كان هناك العديد من رجال الشرطة ممن نظروا بعين الشك نحو حيثيات القضية التي أدين بموجبها رونالد في المحكمة .

    كانت المسألة المحيرة في نظر الكثيرين هي الكيفية التي استطاع رونالد ديفو بواسطتها من قتل ستة أشخاص بمفرده و باستعمال مسدس غير مزود بكاتم صوت، كيف لم يسمع أحد صوت الطلقات؟

    كان المفروض أن يستيقظ بقية أفراد العائلة منذ الطلقة الأولى التي أطلقها رونالد نحو والده، وحتى على فرض أنهم لم يسمعوا الصوت في الغرف الأخرى، لكن كيف قام بقتل شقيقيه النائمين معاً في غرفة واحدة من دون أن يستيقظ أحدهما؟ ونفس الأمر بالنسبة لشقيقتيه.

    العجيب بأنه لم تكن هناك آثار للمقاومة، وأن جميع الجثث كانت مسجاة ووجهها نحو الأسفل، هل يعقل أن أحدهم لم يرفع رأسه ليرى ماذا يجري، هل يعقل بأن لا يستيقظ أي أحد منهم على صوت مسدس يطلق داخل غرفته ؟

    هذه الأسئلة جعلت الكثيرين يصون بأن «رونالد ديفو» الابن لم يقترف جريمته لوحده وأن هناك شخصاً أو أشخاصاً آخرين ساعدوه في تنفيذها، ومن الأمور الأخرى التي عجز العديد ممن اطلعوا على وقائع الجريمة عن فهمها: هي لماذا قام رونالد بقتل جميع أفراد أسرته.

    الجميع كان يعلم بأن علاقة «رونالد ديفو» الابن بوالده كانت سيئة وأنها طالما تشاجرا معاً، لذلك لم يكن أمرا متبعاً بأن يقوم الابن بقتل أبيه، لكن لماذا قت أفراد العائلة ؟ ربما قتل والدته لأنها كانت في نفس الغرفة، لكن ما الذي دفعه لقتل أشقائه وشقيقاته ؟ هذا هو اللغز الذي بقي بدون جواب حتى اليوم.

    خلال السنوات التالية لإدانته جرت عدة مقابلات صحفية مع «رونالد ديفو» في سجنه، وقد روى خلالها قصصاً وروایات متناقضة مما حدث، زعم في أحدها بأن والدته هي من أطلقت النار أولا على والده بسبب مشاجرة حدثت بينهما، وأنه قام تحت تأثير الغضب بقتلها وقتل بقية أفراد العائلة.

    وفي رواية أخرى ادعى بأنه اقترف جريمته دفاعاً عن النفس لأن عائلته كانت تريد قتله، وفي مقابلة صحفية أجريت معه في الثمانينيات زعم رونالد بأنه اقترف الجريمة بمساعدة أخته «دوان» وصديقين لم يكشف عن اسميهما.

    وفي روايته هذه زعم رونالد بأن علاقة «دوان» بوالدهم كانت سيئة لأنه كان يضيق عليها ويمنعها من الخروج مع صديقها، لذلك تحمست معه من أجل قتله، وأنه قام بمساعدة صديقيه بقتل والديه، وقامت «دوان» بدون علمه بقتل شقيقيه وشقيقته لكي لا يشهدا ضدهما فيما بعد، مما أثار غضبه وجعله يتشاجر معها في غرفتها، وقام بضربها بقوة فوقعت على فراشها مغشياً عليها، فقام بإطلاق النار على رأسها.

    الغريب أن تقرير مختبر الأدلة الجنائية أثبت بشكل لا يقبل اللبس وجود آثار للبارود على الملابس التي كانت «دوان» ترتديها ليلة مقتلها، مما جعل بعض محققي الشرطة يرجحون صدق هذه الرواية، إلا أن اعترافات وإدانة رونالد في المحكمة أغلقت الباب أمام المزيد من التحقيقات في القضية.

    غموض جريمة عائلة ديفو لم يتوقف عند أسرار ما حدث في ليلة ارتكاب الجريمة بل تعداها إلى منزل العائلة نفسه، فالعائلة التي اشترت المنزل في عام 1976م. اعتقدت بشدة بأنه مسكون بالجن، وأن أحداثاً وأموراً غريبة تجري داخله، ولم تلبث أن فرت منه وتركته خلال فترة لم تتجاوز الثمانية والعشرين يوماً، وهناك أشخاص آخرون اعتقدوا بأن المنزل مسكون بشبح أحد زعماء الهنود الحمر الذين مات ودفن بالقرب من البقعة التي يقوم عليها المنزل منذ زمن بعيد.

    وهناك قصص وروايات أخرى زعمت بعضها وجود علاقة جنسية محرمة بين رونالد وشقيقته «دوان» وأنها قاما بقتل والديها بسبب اكتشافها لعلاقتها واعتراضهما الشديد على ذلك.

    وقد ساهمت الكتب والأفلام السينمائية التي دارت حول جريمة «عائلة ديفو» في إضفاء المزيد من الغموض والخيال على القضية، لكن رغم جميع ما قيل ويب حول الجريمة يبدو أن أحدا باستثناء الله لن يعلم على وجه الدقة ماذا جرى في تلك الليلة المشؤومة .

    وفيا يلي فيديو حقيقي عن الجريمة

  • مقدمة حول علم الجريمة

    مقدمة حول علم الجريمة

    محامي

    یعنی علم الجريمة بدراسة الجريمة والمجرمين والسلوك الإجرامي والقضاء الجنائي دراسة علمية. ويقوم علماء الجريمة بالبحث في العوامل ذات العلاقة بالجريمة.

    کما یدرسون الأفراد بغية التول إلى معرفة: كيف ولماذا يقدم بعض الناس على ارتكاب الجرائم.

    وتشمل معظم البحوث في علم الجريمة میادین متعلقة بالجريمة، مثل: علم الاجتماع وعلم النفس والطب النفسي.

    يساعد علم الجريمة على فهم طبيعة الجريمة، حيث تساعد نتائج أبحاثه قادة المجتمعات والمسؤولين عن تطبيق القانون في جهودهم الرامية إلى منع الجريمة.

     كما يساهم علماء الجريمة في التوصل إلى أفضل السبل لعلاج المخالفين.

    يدرس علم الجريمة بصفة عامة في كلية الحقوق أو الطب أو علم الاجتماع، التابعة الأحد المعاهد أو الجامعات.

     كما أن في بعض الجامعات أقساما خاصة بعلم الجريمة، أو القضاء الجنائي

    وقد أكدت الدراسات في علم الجريمة على العلاقة بين السمات البيولوجية والسلوك الإجرامي.

     لكن علم الجريمة اليوم، يركز كثيرا على الأسباب الاجتماعية والبيئية التي تدفع الأفراد لارتكاب الجرائم، لذلك تزداد أهمية الدور الذي يضطلع به البحث الاجتماعي في علم الجريمة.

    ماذا يدرس علماء الجريمة

    يكرس علماء الجريمة الكثير من البحث لدراسة العوامل الشخصية أو العوامل الأخرى التي تؤدي إلى ارتكاب الجرائم، إذ تتناول معظم الأبحاث في علم الجريمة الأوضاع البيئية التي ترتبط بالجرائم.

    وترگز بعض الدراسات على العلاقة بين الجريمة والعوامل البيولوجية الأخرى مثل: تركيب الدماغ والاضطرابات الكيميائية.

     

    كما تؤكد أبحاث أخرى على الدور الذي تقوم به عواطف الناس ودوافعهم في السلوك الإجرامي.

    تستخدم  نظريات علم الاجتماع وأساليبه بمثابة المنطلق الأساسي في معظم الدراسات التي تعنى بالأسباب البيئية التي تقف وراء الجرائم، ويبحث كثير من العلماء في العلاقة بين الجريمة والمشكلات الاجتماعية الأخرى، بما فيها الفقر والمساكن السيئة والاكتظاظ السكاني. کما یدرس بعضهم كيف يكتب السلوك الإجرامي من خلال معاشرة الناس، بمن فيهم المجرمون ممن لا يحترمون القانون.

    ويدرس علماء الجريمة كذلك علم العقاب، وهو علم معاقبة المخالفين وعلاجهم.

    وخلال العقد الأول من القرن العشرين، بدأ علماء العقاب بتأكيد أهمية إعادة تأهيل؛ أي معالجة المجرمين بهدف إعادتهم إلى ممارسة حياتهم المفيدة، إلا أن الدراسات التي أجريت في السبعينيات من القرن العشرين أظهرت عدم جدوى إعادة التأهيل.

    ويوصي علاء الجريمة اليوم بأهمية العقاب أكثر من أي وقت مضى، وبسرعة تقديم المتهمين للمحاكمة، وبفرض أحكام عادلة ومتجانسة، وتأمين سجون يراعى فيها قدر أكبر من الاعتبارات الإنسانية.

    ولا يعتقد معظم علماء الجريمة أن أساليب البحث الجنائي جزء من علم الجريمة.

     فالذين يقومون بالبحث عن الأدلة الجنائية وأعمال التحري الأخرى التي يقوم بها المخبرون هم عادة أعضاء في قوات الشرطة.

    نبذة تاريخية

    بدأ علم الجريمة في الظهور بوصفه مجالاً دراسياً مستقلاً في القرن الثامن عشر الميلادي.

    ففي عام 1764م. قام أحد خبراء الاقتصاد الإيطاليين ويدعى «سیزر بونیسانا مركيز دي بیکاریا» بتأليف كتاب بعنوان: «في الجرائم والعقوبات».

    وقد أصبح هذا الكتاب أساس المدرسة التقليدية في علم الجريمة.

    وقد احتج «بیکاریا» وأتباعه ضد العقوبات الصارمة التي كانت تنزل بالمجرمين عادة في ذلك الوقت.

    وقالوا إن الهدف الوحيد من العقوبة يجب أن يكون منع ارتکاب الجريمة في المستقبل.

     وقد افترض «بیکاریا» أن المجرمين يتمتعون بحرية الإرادة، وأن تصرفاتهم تأتي بدافع المتعة أو الألم.

    وكان يعتقد أن من الممكن منع ارتكاب الجريمة عن طريق حتمية العقاب وسرعة تطبيقه، بدلا من قسوته.

    ويقول «بیکاریا»: إن كل من انتهك قانوناً معيناً يجب أن ينال العقوبة ذاتها، بغض النظر عن اليمن والجنس والثروة، أو المكانة الاجتماعية.

     وتعد مبادئ المدرسة التقليدية بشكلها المعدل أساس القانون الجنائي اليوم في كثير من البلدان.

    أما المدرسة الإيجابية في علم الجريمة، التي تعرف بالمدرسة الإيطالية فقد تطورت في أواخر القرن التاسع عشر.

     وقد نقلت هذه المدرسة التركيز بصفة عامة في علم الجريمة، من الجريمة ذاتها إلى دراسة المجرمين والأسباب المحتملة وراء تصرفاتهم. ويعتقد الإيجابيون أن السلوك الإجرامي، ينتج عن أوضاع لايمكن للمجرم التحكم فيها.

    كان أبرز زعماء المدرسة الإيجابية «سیزر لومبروسو»، وهو طبيب إيطالي وقد درس كثيراً من المجرمين وتوصل إلى أن بعض الصفات البدنية ميزت هؤلاء المجرمين عن بقية الناس. إلا أن أفكاره ثبت بطلانها، على الرغم من أن منهجه العلمي في دراسة الجريمة، أرسی ركائز علم الجريمة الحديث.

    وفي القرن العشرين الميلادي، اقترح علماء الجريمة أنواعاً شتى من النظريات في الجريمة. فقد طور «إدوين سذر لاند» – وهو من علماء الجريمة الأمريكيين – نظرية المصادقة التفاضلية، التي تنص على أن السلوك الإجرامي بأكمله، يكتب من خلال مصادقة المجرمين أو الخارجين على القانون. .

    ويعتقد آخرون من علماء الجريمة، أن بنية المجتمع تدفع بعض الناس إلى اللجوء إلى أساليب إجرامية، سعياً وراء الحصول على مكاسب كالثروة أو المكانة الاجتماعية.

    ذلك يقول علماء آخرون إن المجتمع هو الذي يتسبب في الجريمة. وهكذا فإنه ليس من الممكن الحد من معدل الجريمة، أو القضاء عليها، إلا بتغيير نظام المجتمع نفسه.

  • قصة الستارة المميتة في أميركا

    قصة الستارة المميتة في أميركا

     محامي

    الستارة المميتة .. قصة عائلة بيندر الدموية

     

    قصتنا قديمة لكنها فريدة من نوعها، تمتزج في رحابها الحقيقة مع الخيال لتجد في صورة شابة في غاية الحسن و الجمال لكنها تمتلك قلبا يضاهي الصخر في قسوته، حسناء اتخذتها عائلتها طعا لخداع ضحاياهن وجرهم لمصيرهم البشع المتواري خلف ستارة بالية في غرفة المعيشة.

    عائلة ستترك بصمة لا تنسي وربها سيتبادر إلى ذهنك وأنت تقرأ عنها، العديد من القصص والأفلام المستمدة من وحيها، تعالى معنا عزيزي القارئ لتتعرف على القصة الكاملة لعائلة «بیندر» الدموية.

    في عام 1870م قام الكونغرس الأمريكي بسلب أراضي شاسعة من قبائل الأوساكي الهندية في جنوب ولاية كنساس وتوزعها على المستوطنين البيض الذين بدؤوا يتدفقون بأعداد كبيرة من الشرق على أمل تحقیق ثروة في الغرب الأمريكي.

    وكان البيندرز (Bender family) هم إحدى تلك العوائل الحالمة بمستقبل أفضل إلا أنهم تميزوا عن الآخرين بالطريقة الغريبة التي اختاروها لتحقيق حلمهم.

    قامت العائلة ببناء كوخ خشبي على الطريق بين مدينتي «تایر» و«كاليسبيرغ»، لم يكن مکانا رائعاً أو متميزاً بطبيعته، لكنه وقر فرصة عمل جيدة للعائلة، فقد قاموا بقسمة گوخهم إلى قسمين تفصل بينها ستارة ضخمة، استعملوا القسم الخلفي كمنزل للعائلة وحولوا القسم الأمامي إلى نزل للمسافرين حيث كانوا يقدمون لهم الطعام والشراب والمأوى.

    كانت العائلة تتكون من السيد والسيدة «بیندر» اللذين كانا في الخمسينيات من العمر وابنهم الشاب «جون» وابنتهم الحسناء «كاتي»، لا يعرف أحد على وجه الدقة أصل العائلة.

    البعض يعتقد بأنهم من أصول ألمانية، وآخرون ينفون ذلك، لكن الجميع يتفق على أنهم كانوا قليلي الكلام والاختلاط مع الآخرين، باستثناء كاتي التي كانت شابة جميلة ومتحدثة لبقة، ادعت بأنها وسيطة روحية وبأنها تملك القدرة على الاتصال بالموتی وعلى شفاء الأمراض، وقد قامت بتقديم عروض سحرية في عدد من البلدات الصغيرة في كنساس، فحازت على إعجاب العديد من الرجال الذين افتتنوا بقامتها الفارعة، وشعرها الطويل.

    كانت العائلة تبحث عن الرجال الأغنياء، وعندما تعثر على أحدهم فإن فرصته للإفلات من براثن «البيندرز» القاتلة كانت ضئيلة جداً، فيما أن تتأكد العائلة من أن ضيفها رجل غني وأنه يحمل أموالاً أو أشياء ثمينة معه، حتى تقوم کاتي باستعمال جمالها الأخاذ في إقناعه بالبقاء مع العائلة لتناول العشاء، ثم تقوم بإجلاسه في مكان خاص على المائدة بحيث يكون ظهره باتجاه الستارة التي تفصل بين قسمي الكوخ.

    وفيما تقوم کاتي بتقديم الطعام للضيف وإلهائه بالكلام المعسول والنظرات الواعدة، يكون السيد بيندر أو ابنه واقفاً خلف الستارة وبيده مطرقة حديدية ضخمة لينهال بها فجأة على رأس الضيف، فيهشم جمجمته ويقتله في الحال بضربة واحدة، ثم يقومون بسحبه سريعاً إلى الجزء الخلفي من الكوخ، حيث تتعاون العائلة على تجريده من ملابسه وسلبه كل ما يملك.

    وبعدها يقومون بإلقائه في قبو أسفل الكوخ مؤقتاً بانتظار الفرصة المواتية لإخراجه ودفنه في حديقة صغيرة محاطة بالأشجار كانت السيدة «بیندر» تزرع فيها الخضار .

    وبما أن الشرطة ووسائل الاتصالات في ذلك الزمان كانت بدائية، لذلك لم يكن من العجيب اختفاء الأشخاص فجأة، خاصة في كنساس حيث كانت هناك مشاكل بين المستوطنين وبين قبائل الهنود الحمر.

    لذلك لم يكن من الغريب اختفاء المسافرين خصوصاً أولئك الذين يسافرون بمفردهم، وهكذا استمرت العائلة في تنفيذ جرائمها لمدة 18 شهراً بدون أن يشك أي شخص فيها، ازدادت خلالها القبور المخفية بعناية في حديقة السيدة بيندر.

    لكن دوام الحال من المحال، وقد حانت نهاية جرائم العائلة في اليوم الذي حل الدكتور «وليم يورك» ضيفاً عليها، وقد كان من المعجبين بجمال «کاتي» الأخاذ، ولم تكن المرة الأولى التي يقضي ليلته في تلك العائلة، إلا أنها كانت المرة الأخيرة التي سيراه أو يسمع عنه أي شخص مرة أخرى.

    حيث إن العائلة قامت بقتله في إحدى ليالي صيف عام 1873م. وقامت بدفن جثته في اليوم التالي في حديقة السيدة بیندر، ولسوء حظ العائلة فإن شقيق الضحية كان ضابطاً برتبة كولونيل في الجيش الأمريكي، وكان الضحية قد أخبره بأنه سيمضي ليلة في نزل «آل بيندر» أثناء سفره إليه.

    لذلك وبعد أن أبطأ أخوه عليه قرر الكولونيل «يورك» البحث عنه، مما قاده إلى طرق باب منزل عائلة «بیندر» للسؤال عنه إلا أن العائلة أخبرته بأنها لم تره، وأنه لم يمض الليلة عندهم، وأنه ربما تعرض لهجوم من قبل الهنود الحمر، وهو ما بدا احتمالاً أقرب إلى التصديق في نظر الكولونيل، لكنه لم يغادر منزل العائلة ذلك المساء لتأخر الوقت فقر البقاء لتناول العشاء والمبيت في النزل.

    وفي تلك الليلة وبعد أن تناول العشاء، بقي الكولونيل «يورك» جالا لوحده في القسم الأمامي من كوخ العائلة، وفجأة لمح شيئاً يلمع تحت أحد الأسرة، فقام بالتقاطه ليكتشف بأنها ميدالية، وعندما فتحها وجد داخلها صورة زوجة أخيه المفقود وابنته، فأيقن عندها بأن عائلة «بيندر» كانوا يكذبون عليه، وأن أخاه قد أمضى ليلة في لهم، وأنه ربما تعرض إلى مكروه.

    وخوفاً من ملاقاة نفس المصير  قام الكولونيل «يورك» بالخروج من الكوخ بهدوء وحذر، ثم زحف باتجاه الإسطبل وامتطى جواده لیفر مسرعاً باتجاه مدينة «تایر» حيث توجه مباشرة نحو مكتب الشريف.

    في صباح اليوم التالي عاد الكولونيل بصحبة الشريف وعدد من الرجال إلى كوخ عائلة بيندر، ولفرط دهشتهم كان الكوخ خالياً تماماً، حيث يبدو أن العائلة أحست بالخطر بعد اختفاء الكولونيل المفاجئ من كوخهم ليلاً، لذلك جمعوا أغراضهم وفروا تحت جنح الظلام.

     سرعان ما بدأ الشريف ورجاله بالبحث داخل كوخ العائلة والأرض المحيطة به، وأثناء البحث لاحظ أحد الرجال حفر وأكوام تراب بدت حديثة العهد في حديقة السيدة «بیندر » لذلك قاموا بنبشها لتخرج أولى جث الضحايا، وكانت جثة الدكتور «وليم يورك» ثم اكتشفوا المزيد من الجثث، ومع حلول المساء كانوا قد أخرجوا أكثر من عشرين جثة، كما عثروا على عدة مطارق معدنية كانت العائلة قد استعملتها في تنفيذ جرائمها.

    سرعان ما بدأت حملة كبيرة للعثور على العائلة، مجموعات من الخيالة فتشت المقاطعة شبراً شبراً للقبض عليها، لكن بدون جدوى، حيث اختفت العائلة لا، ولم يرهم أي شخص بعدها أبداً.

    وقد اختلفت الآراء والقصص حول مصيرهم، إحدى هذه القصص تقول بأن مجموعة من الخيالة الذين كانوا يطاردون العائلة ألقوا القبض عليها بالقرب من حدود الولاية، وقرروا تطبيق القانون بأنفسهم، فقاموا بقتل أفراد العائلة جميعاً بالرصاص باستثناء الجميلة «كاتي» حيث قاموا بدفنها وهي حية؛ لأنها كانت في نظرهم هي المحرك، والمخطط الرئيسي لكل الجرائم، ثم أقسموا وتعاهدوا فيما بينهم على أن لا تخبروا أحدا بها فعلوه.

    إلا أن هذه القصة وغيرها من القصص لم تثبت صحتها أبداً، وظل اختفاء العائلة لغزاً حير الناس لعقود طويلة تم خلالها القبض على الكثير من النساء للاشتباه في كونهن كاتي إلا أن التهمة لم تثبت على أحد.

    كما أنه من غير المعلوم کم هو العدد الحقيقي لضحايا العائلة، فقد تم العثور على أكثر من عشرين جثة في حديقة السيدة بيندر، لكن هل كانت هذه الجثث تمثل العدد الحقيقي الضحايا العائلة؟ أم أن هناك المزيد مدفونا في مناطق أخرى ؟

    ربما تكون العائلة مارست جرائمها حتى قبل أن تأتي إلى کنساس، وربما استمرت في ذلك بعد أن فرت منها، لا أحد يعلم على وجه الدقة، فكل ما تبقى من جرائم عائلة «بیندر» هو متحف صغير في كنساس، من ضمن محتوياته ثلاث مطارق حديدية استعملتها العائلة لقتل ضحاياها.

  • قصة بائع لحوم النساء في برلين

    قصة بائع لحوم النساء في برلين

     محامي-استشارة-قانونية

     بائع لحوم النساء! 

    في أوئل مطلع القرن العشرين هزت برلين سلسلة جرائم تكاد تكون الأولى من نوعها وبشاعتها في ذلك الزمان، وكان بطلها هو السفاح الألماني الشهير : «کارل فیلهلم جروسان». (13 ديسمبر 1863م/ 5 يوليو 1922م).

    وكان يلقب ب «جزار برلين» أو : « بائع لحوم النساء» !

    من هو كارل جروسمان

    المعلومات عن هذا السفاح تكاد تكون شحيحة للغاية. نحن نعرف أنه ولد في عام 1863م. وكان يعمل جرارا في الفترة ما بين عام 1879م. وعام 1895م.

    عاش کارل في برلين ممارساً مسيرته الإجرامية التي تغلبت عليه في تلك الفترة.

     لا نعرف الكثير عن حياته المبكرة، إلا أنه كان يمارس السادية  الجنسية مع ضحاياه، وكان قد اتهم بتهمة التحرش الجنسي بصبي صغير في 21 آب (أغسطس) عام 1921م.

    وحشية كارل وجرائمه

    کان کارل سفاحا فتاكاً، شارك في الحرب العالمية الأولى، وكان يعمل في السابق جزاراً، ثم مارس جرائم القتل وبيع لحم البشر.

    وقد ذكروا عنه أنه كان يجلب البغايا إلى مسكنه ثم يشرب الخمر مع الواحدة منهن، ثم يقتلها ويقطعها ويبيع لحمها على عربة يسوقها بيده، زاعما أنه لحم بقر أو خنزیر .

    کان کارل يختار معظم ضحاياه من النساء والبغايا ويقتادهن إلى منزله.

     وكان يصطحب بعضا منه من جملة التامات من محطة «سیلیزیا» بالعاصمة برلين.

    لقد فاقت وحشيته كل المقاييس، فقد كانت له متعة غريبة في ذبح ضحاياه من النساء، ثم تقطيع أجسادهن بوحشية متناهية، ثم يصنع منها النقانق (السجق واللحم المقدد) ثم يحمله في عربة يدوية كان يسوقها بيديه، ويطوف بها أرجاء المدينة يبيع للناس هذا اللحم على أنه لحم خنزير أو غيره!

    وقد ذكروا أنه كان يتخلص من عظام ضحاياه وما لا يصلح للأكل من أجسادهن بإلقائها في نهر كان قريبا من منزله بالعاصمة!

    برلين عام ۱۹۸۸م وذات يوم في أغسطس عام 1921 م سمع مالك العقار الذي يسكن فيه جروسان وبعض الجيران صوت جار وصراخ واستغاثة داخل شقته؛ فقاموا بإبلاغ الشرطة، فلما جاءت الشرطة اقتحمت الشقة لتجد فتاة مذبوحة ممتدة على سرير على وشك أن تقطع!

    ووجدت الشرطة أيضا بقايا ثلاث جثث أخريات؛ فقبض عليه وحكم عليه بالإعدام، ولما علم کارل بالحكم جعل يضحك!

    ولم يدل للشرطة بأي اعترافات على جرائمه، بل أصر على الضحك، وقد ظلت دوافعه إلى تلك الأفعال الإجرامية غير معروفة إلى حد كبير.

    وقد عثرت الشرطة في منزل کارل على بقع من الدم في أماكن متفرقة، بما قد أشار إلى أنه قام ذبح ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص آخرين في الأسابيع الأخيرة.

    وقد قدرت المباحث الألمانية أن عدد النساء اللاتي عثر على آثارهن في منزل کارل قد تجاوز 50 امرأة شابة كلهن قد اقتادهن کارل إلى شقته، وانتهى بهن المطاف إلى قتلهن وتقطيع أوصالهن.

    نهايته

    في 5 من شهر يوليو 1922م. أدين کارل جروسان بتهمة القتل عمداً، وحكم عليه بالإعدام. وقبل أن يتم الحكم عليه، بادر کارل بشنق نفسه في سجنه، ووجدوه معلقاً من رقبته في زنزانته.

    ويبقی کارل جروسان أو «جزار برلين» للأجيال القادمة كشخصية مظلمة وقائمة.

    وقد أكد الذين حضروا جلسات الاستماع بالمحكمة التي قضت بإعدامه، أنهم ما كانوا يشعرون أنهم أمام رجل، بقدر ما كانوا يرونه ذئبا خلف القضبان الحديدية.

  • قصة السفاحتان ريا و سكينة مع صور حقيقية

    قصة السفاحتان ريا و سكينة مع صور حقيقية

    ريا و سكينة

    ريا وسكينة .. سفاحتان تحولت إلى أسطورة

    ليس من الغريب أن تتشابه أخلاق وسلوكيات أفراد بعض العائلات، ولا غرو أن للوراثة دوراً كبيراً في ذلك، ولهذا نجد بعض العائلات تشتهر بالجود والكرم، وأخرى بميلها للعنف وسرعة الغضب.

    وهناك أيضا عائلات يجمع بين أفرادها خصلة سوء الأخلاق ورداءة الطبع، فتری الناس تتحاشى الاختلاط بها وتتجنب جیرتها.

    ربما تكون قصة «ريا وسكينة» هي من أشهر قصص القتلة المتسلسلين (Serial killers) في مصر والعالم العربي، وقد يعود جزء كبير من هذه الشهرة إلى الإعلام المصري الذي تناول القصة منذ منتصف القرن المنصرم في عدة أفلام ومسرحيات نالت نجاحاً واسعاً.

    ربما يعود جزء من شهرة القصة أيضاً إلى سخر الماضي، فمطلع القرن العشرين كان زمانا له نكهة خاصة ليس في مصر فحسب بل في جميع أرجاء المعمورة، فذلك العهد شكّل انعطافة كبيرة في تاريخ البشرية جمعاء، حيث بدأت الاختراعات والاكتشافات تتوالى بشكل متسارع في جميع المجالات فظهرت الطائرات والسيارات وشبكات الكهرباء والسينما.. إلخ.

    لذلك أصبحت تلك الحقبة تمل مزيجاً سحریاً غريباً تداخل فيه القديم مع الحديث، فكانت العربة التي تجرها الحمير تسير في الشارع جنباً إلى جنب مع السيارة والقطار .

    وكانت الأزياء والألوان تختلط في الأسواق والمقاهي ما بين القديم المتمثل في جلاليب وعباءات الناس بسطاء و الحديث الذي جسده البذلات و الفساتين البراقة والأنيقة لطبقة الأفندية و الهوانم، وعلى الرغم من أن معظم الناس كانوا فقراء لكن الحياة بشكل عام كانت سهلة وبسيطة، لذلك دأب العجائز وكبار الش على تذكر تلك الأيام قائلين بحسرة: «الله يرحم زمان و أيام زمان». .

    ينبغي أن نذكر قبل الخوض في تفاصيل القصة، للأمانة والتاريخ، بأن جرائم الشقيقتين لم تكن غريبة ولا جديدة على العالم العربي، فمن ينبش في كتب التراث سيجد جرائم مماثلة، بل ربما أسوأ وأبشع ذكرها المؤرخون القدماء في كتبهم.

    جرائم جرت أحداثها ووقائعها خلال القرون المنصرمة في بغداد والقاهرة وغيرها من الحواضر العربية والإسلامية، لكنها حيث من الذاكرة وطواها النسيان لتقادم الزمان ولقناعة البعض الساذجين في أن الأقدمين كانوا منين عن جرائم وآفات المجتمع العصري.

    ولعل عصابات الختاقين هي الأشهر في هذا المجال، وهي أبلغ مثال على جرائم – وهم قتلة الأزمان الغابرة، فهؤلاء السفاحين تفننوا في استدراج ضحاياهم والإيقاع بهم، ومثلما كانت «ريا وسكينة» تخدعان الضحية و تجيرانها إلى حتفها بالحيلة والكلام المعسول.

    فإن نساء الخناقين كانت وظيفتهن تنحصر غالباً في الإيقاع بالضحية واستدراجها إلى الكمين المتفق عليه حيث يتولى أفراد العصابة من الرجال قتلها ودفنها.

    الإسكندرية في مطلع القرن العشرين لم تكن كما يعرفها الناس اليوم، كان قسم كبير منها يغص بالأحياء القديمة والمنازل المتهالكة التي كان يتقاسم غرفها عدة مستأجرين في آن واحد، فالبناء العمودي و نظام الشقق لم يكن منتشراً آنذاك كما هو الحال الآن، وكانت الشقيقتان «ريا وسكينة» تعيشان في أحد تلك الأحياء القديمة والفقيرة الذي كان يدعی ب: «حي اللبان». .

    وفي عام 1920م. بدأت ترد إلى قسم شرطة اللبان بلاغات من بعض الأهالي حول اختفاء نسوة من أقاربهم بشكل غامض، الطريف في الأمر أن بعض ذوي النساء المفقودات ذكروا اسم «سكينة» ضمن إفاداتهم على أنها كانت آخر شخص تم مشاهدته مع بعض المفقودات قبل اختفائهن.

    والأطرف من ذلك هو أن بعض جرائم القتل حدثت في أماكن لا تبعد عن قشم الشرطة سوى أمتار معدودات. لكن بالطبع يجب أن لا ني بأننا نتكلم عن أحداث جرت قبل ما يقارب القرن من الزمان، عندما كانت وسائل وتقنيات التحقيق لدى الشرطة تتصف بالبدائية، وفي زمان كانت الشرطة تعمل فيه جاهدة لبسط سطوتها على الأحياء والحارات التي كان يحكمها الفتوات والبلطجية.

    لذلك تم إهمال العديد من الأدلة التي كان يمكن أن تدين السفاحتين اللتين تمضين في قتل المزيد من الضحايا بدون خوف أو وجل، ومع ازدياد عدد ضحاياهن، تزاید أيضاً وانتشر الرعب والهلع في المدينة انتشار النار في الهشيم، وصارت النساء تتحاشی مغادرة منازلهن إلا عند الاضطرار، وذلك بسبب خوفهن من عصابات الخطف.

    في النهاية كانت الصدفة وحدها هي التي أوقعت الشقيقتين في يد العدالة، فسکينة كانت تستأجر غرفة من الباطن، أي أنها كانت مستأجرة لدى أحد الأشخاص الذي كان هو أيضاً بدوره مستأجراً من صاحب العقار الأصلي، ويبدو أن العلاقة بين المستأجر والمؤجر لم تكن على ما يرام، فوصلت خلافاتها إلى أقسام الشرطة والمحاكم.

    وحين أمرت المحكمة بإخلاء المنزل لصالح مالك العقار الأصلي اضطرت سكينة أيضاً إلى إخلاء غرفتها، وقد حاولت بكل وسيلة وحيلة إقناع صاحب الدار بأن يؤجر لها الغرفة مرة أخرى، لكنه رفض ذلك بشكل قاطع بسبب سيرتها المشينة وتصرفاتها التي طالما أزعجت الجيران.

    فسكينة كانت بائعة هوى في شبابها، ثم أصبحت قوادة تستأجر عددا من البيوت والغرف لإقامة حفلات السّكر والعربدة، مستعينة بعدد من بائعات الهوى والنساء سيئات الصيت،

    وقد ورد في حيثيات الحكم الصادر بحق الشقيقتين من محكمة جنايات الإسكندرية ما يؤكد طبيعة عملهن، حيث ذكر أن:

    «هذه المحلات جميعها أعدت للدعارة سراً، وكانت البغايا من النساء تتردد إليها تارة من تلقاء أنفسهن، وطوراً بطلب من «ريا وسكينة» لتعاطي المسكرات وارتكاب الفحشاء فيها، وكانت إدارة المحلات المذكورة مشتركة بين ريا وسكينة، و أرباحها قسم بينهما»..

    ويشاء الله أن يقرر مالك العقار الذي أخليت منه سكينة إجراء بعض الترميمات في أرجاء المنزل، ومن ضمنها الغرفة التي كانت مستأجرة من قبل سكينة، حيث شرع في حفر أرضيتها لغرض تبديل بعض أنابيب المياه المتأليلة.

    لكن الرجل ما يلبث أن يعثر على بعض العظام البشرية مدفونة تحت البلاط، فيمضي في الحفر حتى يعثر على جثة كاملة متفسّخة لامرأة لم يتبق مما يدل على هويتها سوى بعض خصلات الشعر الطويلة المعلقة بالكاد إلى جمجمتها.

    يهرع الرجل إلى قسم الشرطة مصطحباً إياهم إلى داره لمعاينة الجثة، فيقرر هؤلاء الاستمرار في حفر أرضية الغرفة على أمل العثور على المزيد من الجثث، وبالفعل يتم العثور على جثة أخرى في نفس الغرفة، وعلى جثة ثالثة في غرفة مجاورة كانت مستأجرة أيضا من قبل سكينة.

    ثم تبدأ الشرطة في البحث في المنازل والأماكن التي كانت سكينة تتردد عليها فتعثر على جثة رابعة في منزل آخر كانت سكينة تستأجر إحدى غرفه أيضاً.

    ويؤدي اكتشاف الجثث إلى أن ترتاب الشرطة أيضاً في «ریا» شقيقة «سكينة» وتبدأ في مراقبتها. ويشاء الله أن يشاهد أحد المخبرين «ریا» في منزل يقع بالضبط خلف مبنى قسم شرطة اللبان، يشك الخبر في تصرفات «ریا» لأنها كانت تعطر إحدى غرف المنزل بكمية كبيرة من البخور لا تتناسب مع حجم الغرفة الصغيرة، فتداهم الشرطة المنزل وتبدأ بتفتیش تلك الغرفة التي كانت تنبعث منها رائحة كريهة تزكم الأنوف لم تستطع أبخرة العود والبخور الكثيفة والمتصاعدة في أرجاء المنزل من إخفائها.

    في تلك الغرفة تعثر الشرطة على اثنتي عشرة جثة تحت البلاط، ومخبأة بين الأخشاب الملحقة بالغرفة، كما تعثر الشرطة على جثة إضافية في غرفة ملاصقة للغرفة الأولى ليصبح العدد الكلي للجثث المكتشفة سبع عشرة جثة.

    تقوم الشرطة بإلقاء القبض على «ريا وسكينة» اللائي تحاولن في البداية إنكار أي علاقة لهن بالجثث، لكن حين تحاصرهما الشرطة بالأدلة والشهود تعترفان أخيراً بجرائمها التي تتمثل في استدراج النساء إلى مجموعة من البيوت والغرف المستأجرة الغرض قتلهن والاستيلاء على مصوغاتهن وځلهن الذهبية.

    وأغلب الضحایا كنّ إما من بنات هوى أو من النساء المتبعات في أحد الأسواق التجارية القريبة من حي اللبان. أما طريقة القتل فقد قالت الشقيقتان بأنها كانتا في البداية تغريان و تخدعان الضحية بالكلام المعسول حتى تنالا ثقتها، ثم تسقيانها شرابا فيه خمرة قوية تؤدي بها إلى الشكر والثالة، فتفقد القدرة على التركيز والقوة على المقاومة .

    حينئذ كان أحد أفراد العصابة من الرجال يتسلل بهدوء خلف الضحية ثم يقوم بحركة سريعة ومباغتة بلف منديل من القماش على رقبتها بإحكام، ثم يبدأ بخنقها بكل ما أوتي من قوة، وفي هذه الأثناء أيضا يرتمي بقية أفراد العصابة على الضحية كما ترتمي الذئاب على طريدتها المذعورة، فيقوم بعضهم بتكميم فمها لمنعها من الصراخ، فيما يمسك الآخرون بيديها ورجليها ويثبتونها حتى تلفظ آخر أنفاسها.

    وما أن تفارق الضحية الحياة حتى يجدونها من څليها ومصوغاتها الذهبية وملابسها، ثم يقومون بدفنها في نفس المكان الذي قتل فيه، وكانت الشقيقتان تبيعان الذهب المسروق إلى أحد الصاغة في السوق ثم تقتسان ثمنه مع بقية أفراد العصابة.

    المجرمون الرئيسيون في جرائم القتل كانوا كل من: ريا وزوجها حسب الله، وسكينة وزوجها محمد عبد العال، وشخصين آخرين باسم: عرابي و عبد الرازق.

    وقد قضت محكمة جنايات الإسكندرية بإعدامهم جميعاً، وتم تنفيذ الحكم فيهم بتاريخ 21 – 22 كانون الأول / ديسمبر عام 1921م.، كما شمل الحكم سجن الصائغ الذي كان يشتري الذهب المسروق من الشقيقتين لمدة خمسة أعوام، في حين بأت المحكمة ثلاثة أشخاص آخرين كانوا على علاقة بالمجرمين وتم إخلاء سبيلهم.

    محامي
    جثتي رسا وسكينة بعد تنفيذ حكم الاعدام

    مع إعدام الشقيقتين السفاحتين تم طوي صفحة جرائمها البشعة إلى الأبد، لكن الرعب والإثارة التي سببتها تلك الجرائم استمرت حتى اليوم، ولا زال الناس في حي اللبان في الإسكندرية يتذكرون قصة ريا وسكينة، ويحدثون الزائرين عنها كأنها حدثت بالأمس.

    أما قسم شرطة اللبان نفسه فقد تحول اليوم إلى ما يشبه المتحف، حيث يضم بين جدرانه بعض متعلقات القضية كأوراق التحقيق وحكم المحكمة، وصور قديمة للشقيقتين، مع صور بعض ضحاياهن.

    بالنسبة للمنزل الذي عثرت الشرطة فيه على جثث الضحايا فهناك اختلاف بين السكان حول مكان المبنى الأصلي، لكن الأرجح أنه هيرم في خمسينيات القرن المنصرم وشدت مكانه عمارة صغيرة لا زال بعض شكانها يذكرون قصصا طريفة حول خوفهم وهلعهم من السكن فيها في بداية تشييدها.

يرجى ارسال السؤال دفعة واحدة
1