الاتفاقيات المتعلقة بأنظمة التسجيل الدولية التي تديرها الويبو.

محامي

الاتفاقيات المتعلقة بأنظمة التسجيل الدولية التي تديرها الويبو.

العلامات التجارية ، الرسوم والنماذج الصناعية ، البراءات ومعاهدة التعاون بشأن البراءات

 

مقدمة

من ضمن الأدوار العديدة التي تضطلع بها المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) لتشجيع ودفع عملية تطور حقوق الملكية الفكرية على مستوى العالم، دورها في إدارة الاتفاقيات والمعاهدات المتعلقة بهذه الحقوق.

إن الحماية الدولية للعلامات التجارية وللرسوم والنماذج الصناعية ولتسميات المنشأ تتم عن طريق ثلاثة أنظمة هي: نظام مدريد للعلامات التجارية ونظام لاهاي للرسوم والنماذج الصناعية ونظام لشبونة لحماية تسميات المنشأ. سوف نتناول في القسم الأول من هذه الوحدة دور المنظمة العالمية للملكية الفكرية في إدارة أنظمة حماية العلامات التجارية والرسوم والنماذج الصناعية. | أما القسم الثاني من هذه الوحدة فسيتناول معاهدة التعاون بشأن البراءات وهي المعاهدة الأهم من حيث المردود المالي من بين المعاهدات التي تديرها منظمة الويبو، وهذه المعاهدة تبسط عملية إيداع طلبات البراءات في عدة بلدان.

تبدأ هذه الوحدة بوصف أنظمة التسجيل الدولية.

 

أنظمة الحماية

ابدأ أولا بقراءة المقطع التالي بانتباه:

سؤال رقم 1 : ما هو عدد أنظمة التسجيل الدولية التي تديرها الويبو ؟

يوجد في الحقيقة ثلاثة أنظمة :

 الأول هو ما يعرف بنظام مدريد ، وهو لتسجيل العلامات التجارية على الصعيد الدولي ويحكم هذا النظام اتفاقان يتكاملان وهما اتفاق مدريد وبروتوكول مدريد.

والثاني، هو نظام التسجيل الدولي أو بالأصح نظام الإيداع الدولي للرسوم والنماذج الصناعية والذي يحكمه اتفاق لاهاي.

 أما الثالث والأخير، فهو نظام التسجيل الدولي لتسميات المنشأ وفقا لاتفاق لشبونة .

 هذا الاتفاق الأخير لن يتم تناوله في هذه الوحدة وهو بالحقيقة لا يؤثر على الأشخاص أصحاب حقوق الملكية الصناعية لأن تسميات المنشأ تسجل بطلب من الدول.

من هنا، فإن معظم نشاطات الويبو تتناول حماية العلامات التجارية والرسوم والنماذج الصناعية والبراءات بواسطة التسجيل الدولي.

 

نظام مدريد

التسجيل الدولي للعلامات التجارية

انتبه الآن إلى المقطع التالي الذي يشرح كيف يساعد نظام مدريد في حماية العلامات التجارية على الصعيد الدولي.

سؤال رقم ۲: هل باستطاعة مودع الطلب أن يحصل على علامة تجارية دولية وفقا لنظام مدريد ؟

قبل الإجابة على هذا السؤال سأوضح لك أولا كيف يعمل نظام التسجيل الدولي للعلامات التجارية. يودع شخص ما طلبة دولية في مكتب الويبو الدولي في جنيف ويحدد في طلبه هذا الدول المتعاقدة التي يريد حماية علامته التجارية فيها.

 نحن نسجل العلامة التجارية في السجل الدولي ثم نبلغ التسجيل إلى الدول المعينة التي يمكنها رفض منح الحماية.

ويتم عادة في هذه الدول فحص الطلب كأنه قد تم تقديمه مباشرة في المكتب الوطني وتطبق عليه المعايير الوطنية وإذا ما تم رفض الطلب فإنهم يبلغوننا بهذا الرفض ونقوم نحن بتسجيل رفض حماية العلامة هذا في السجل الدولي .

لذا، وبعبارة أخرى، يمكن لشخص ما أن يحصل على التسجيل الدولي لعلامته التجارية ولكن حماية هذه العلامة في دولة معينة تخضع لقرار تتخذه هذه الدولة.

 

سؤال رقم 3: إذا، يضطلع المكتب الدولي بدور استلام الطلبات الدولية وإحالتها إلى الدول المطلوب الحماية فيها. فهل يقوم هذا المكتب بأي فحص للعلامة التجارية؟

تتولى المكاتب الوطنية بشكل أساسي فحص مسألتين هامتين تتعلقان بالمضمون.

 الأولى هي ما إذا كان بإمكان العلامة التجارية أن تؤدي وظيفتها، أي هل هي قادرة فعلا على تمييز السلع والخدمات.

 والثانية هي ما إذا كانت هذه العلامة تتعارض مع علامة أخرى محمية باسم شخص آخر. وتختلف طرق إجراء هذا الفحص بين دولة وأخرى. فتقوم بعض الدول بفحص شامل بينما لا تقوم دول أخرى بمثل هذا الفحص.

إذا، يقتصر دور مكتب الويبو الدولي على استلام طلبات حماية العلامات التجارية المقدمة لعدد من الدول المعينة والتأكد ما إذا كانت مقدمة بطريقة صحيحة.

 وفي حال الإيجاب يقوم بتسجيل العلامة في السجل الدولي ويبلغ هذا التسجيل إلى الدول المعينة التي تقوم بالفحص من حيث المضمون، وفقا لما تنص عليه قوانينها في هذا الصدد.

 

الآن اقرأ بانتباه السؤالين التاليين لتتعرف إلى أهمية حصول المودع على الحماية في وطنه.

سؤال رقم 4: وفقا لنظام مدريد، هل بالضرورة أن يقوم الشخص بتسجيل العلامة التجارية في وطنه قبل أن يقوم بإيداع طلب دولي ؟

نعم. فإن هذا الإجراء هو مطلب أساسي لنظام التسجيل الدولي. فعندما بدأ العمل بهذا النظام، قبل ما يزيد عن مئة عام، كان يهدف حقيقة إلى تمديد الحماية التي يمنحها التسجيل لتشمل الدول الأخرى الأعضاء في اتحاد مدريد.

ومن ثم، فقد تطور هذا النظام وأصبح أكثر تشعبا ولكنه حافظ على قاعدته الأساسية وهي انه، إما أن يحصل أولا على تسجيل في بلد المنشأ، وإما أن يودع طلب تسجيل في هذا البلد وذلك في حال كان الطلب قد تم إيداعه حصريا وفقا لأحكام بروتوكول مدريد.

سؤال رقم 5: ماذا يحدث إذا استخدمت نظام مدريد لطلب تسجيل دولي، ولكن، وبعد أن أودعت الطلب الدولي، تم رفض طلبك الوطني؟

في حال تم رفض الطلب الوطني فسيكون لذلك بالطبع أثره المماثل على التسجيل الدولي لأنه توجد علاقة تبعية بين الحماية الوطنية والحماية الدولية لفترة خمس سنوات.

وفي الحالة المذكورة، إذا تم رفض الطلب الوطني مباشرة بعد إيداع طلب التسجيل الدولي، أي أثناء فترة الخمس سنوات، فأن هذا يؤدي إلى إلغاء التسجيل الدولي.

 أما إذا ما كان الرفض على المستوى الوطني جزئية فقط فينطبق ذلك على التسجيل الدولي ويكون إلغاء التسجيل جزئيا أيضا.

 

لكي تعرف مدة حماية العلامة التجارية على الصعيد الدولي اقرأ السؤال والجواب التاليين:

سؤال رقم 6: ما هي المدة المحددة لحماية العلامة التجارية ؟

يمكنك حماية العلامة التجارية فعليا إلى ما لا نهاية ، ولكن في النظام الدولي وبالطبع في الأنظمة الوطنية أيضا يجب تجديد التسجيل من وقت لآخر.

 ويتم تجديد التسجيل الدولي عن طريق دفع الرسوم كل عشر سنوات وأعتقد أن فترة العشر سنوات قد أصبحت فترة نموذجية على المستوى الوطني ولكن كما ذكرت فإنه ليس هناك من حد أقصى لفترات التجديد.

وعليه، فإن نظام مدريد نظام مفيد يستطيع من خلاله مستعملو العلامات التجارية حماية علاماتهم في الوقت نفسه في عدد كبير من الدول ويعود على كل حال القرار بمنح أو رفض الحماية بالنسبة لعلامة تجارية للبلد المعني المعين.

 فإذا لم ترفض الحماية فإنه يمكن أن تجدد إلى ما لا نهاية. يوفر نظام التسجيل الدولي للعلامات التجارية عدة فوائد لأصحاب العلامات.

 فبعد تسجيل العلامة أو إيداع طلب التسجيل في المكتب الوطني يمكن لصاحب العلامة أن يودع طلب تسجيل واحد بلغة واحدة وأن يدفع رسماً واحداً وذلك بدلا من القيام بإجراءات التسجيل في كل بلد على حدة وإيداع طلبات التسجيل بلغات متعددة ودفع رسوم لكل مكتب.

 الفوائد نفسها يستفيد منها صاحب العلامة عندما يريد تعديل أو تجديد تسجيل العلامة.

 

نظام لاهاي

الحماية الدولية للرسوم والنماذج الصناعية

كما سبق أن ذكرنا في مطلع هذه الوحدة فإن نظام لاهاي يختص بحماية الرسوم والنماذج الصناعية. هل يمكن حماية الرسم أو النموذج الصناعي على الصعيد الدولي؟

 كقاعدة عامة، تقتصر حماية الرسم أو النموذج الصناعي على إقليم البلد الذي تم فيه التماس الحماية وحيث منحت هذه الحماية.

وإذا رغب المرء في الحصول على الحماية في بلدان متعددة، فعليه أن يودع طلبات وطنية منفصلة ويتبع إجراءات مختلفة في كل بلد على حدة.

 ويقدم اتفاق لاهاي بشأن الإيداع الدولي للرسوم والنماذج الصناعية بديلا يسهل هذا الوضع كثيرا.

ما الهدف من إيداع طلب دولي لحماية الرسوم والنماذج الصناعية؟

يهدف اتفاق لاهاي إلى تأمين الحصول على الحماية للرسوم والنماذج الصناعية في عدة بلدان وبواسطة إيداع طلب لدى مكتب الويبو الدولي.

 بمعنى آخر، يسمح هذا الاتفاق الذي تديره الويبو المواطني دولة طرف في الاتفاق وللمقيمين فيها أو للشركات المتوطنة فيها بالتمتع بحماية الرسم أو النموذج الصناعي في عدة بلدان بفضل إجراء بسيط وغير مكلف هو إيداع طلب دولي واحد في لغة واحدة (الإنكليزية أو الفرنسية) بعد دفع مجموعة من الرسوم بعملة واحدة في مكتب واحد يمكن أن يكون المكتب الدولي للويبو مباشرة أو مكتب الدولة المتعاقدة الوطني في بعض الحالات.

ويمكن لمودع الطلب إجراء إيداع دولي واحد سواء لدى الويبو أو لدى مكتب وطني لبلد يكون طرفا في هذه المعاهدة. وبالتالي، يكون الرسم أو النموذج مشمولا بالحماية في العدد الذي يرغب فيه مودع الطلب من البلدان الأعضاء، شرط ألا يرفض هذا البلد بشكل صريح منح الحماية.

كما هي الحال بالنسبة إلى كل أنواع الملكية الفكرية فإن ثمة فوائد من تأمين الحماية بواسطة الرسوم والنماذج الصناعية والسؤال التالي يوضح بعض الفوائد من حماية الرسوم والنماذج الصناعية.

ما هي فوائد نظام لاهاي؟

 يعطي نظام لاهاي لصاحب الرسم أو النموذج الصناعي إمكانية الحماية في بلدان مختلفة من خلال إيداع طلب واحد وبلغة واحدة لدى مكتب الويبو الدولي.

ويتيح هذا النظام دفع مجموعة واحدة من الرسوم بعملة واحدة ( الفرنك السويسري). يبسط نظام لاهاي بشكل كبير متابعة إدارة الرسم والنموذج الصناعي بحيث يتيح إدخال التعديلات أو تجديد الرسم بواسطة إجراء واحد بسيط لدى مكتب الويبو الدولي.

سؤال رقم 9 : هل يمكن لك أن تلخص الفوائد من حماية الرسوم والنماذج الصناعية؟

حسنا، فكما هي الحال بالنسبة إلى جميع حقوق الملكية الصناعية، فإنك سوف تتمتع بالحق الاستئثاري باستعمال الرسم أو النموذج الصناعي.

وبعبارة أخرى فإن مصمم شكل مفتاح الزجاجات الجديد الذي وصفته قبل قليل، أو مصمم نوع من الأثاثات الجديدة أو صنف جديد من القماش أو الأزياء المبتكرة من هذا القماش يتمتع بالحق الاستئثاري في بيعها وتصنيعها بالطريقة نفسها التي يتمتع بها ص احب البراءة ببيع وتصنيع الاختراع موضوع البراءة.

سؤال: تستمر مدة البراءة لفترة محددة من الزمن، هل ينطبق الأمر نفسه على تسجيل الرسوم والنماذج الصناعية؟

نعم، تستمر مدة الحماية لفترة زمنية محددة ولكن هذه المدة ليست واحدة في جميع البلدان. فالمدة هي ۱۰ سنوات. أما المدة السائدة عموما فتتراوح بين 15 و ۲۰ سنة.

وقد حددت توجيهات المجموعة الأوربية المدة ب ۲۰ سنة وسوف تكون بذلك المدة النموذجية البلدان الاتحاد الأوربي عندما يتم تنفيذ ما جاء في هذه التوجيهات.

 

لإكمال هذه الوحدة عن الرسوم والنماذج الصناعية إقرأ المقطع التالي الذي يوضح كيفية عمل نظام لاهاي في هذا المجال من مجالات الملكية الفكرية.

سؤال رقم ۱۰: هل ينص اتفاق لاهاي على حماية دولية للرسوم والنماذج الصناعية؟

الحماية بحسب اتفاق لاهاي ليست حماية دولية تماما، ولكنها عبارة عن تسجيل دولي يمنح حماية في عدد من الدول.

 ونظام لاهاي يعمل تماما كنظام مدريد بحيث تودع طلبة دولية يسجل في السجل الدولي وينشر بواسطة المكتب الدولي ويبلغ إلى الدول المعينة التي يحق لها منح الحماية أو رفضها.

 وفي الحقيقة، وحسب اتفاق لاهاي، فإن عددا قليلا جدا من الدول يقوم بفحص الطلبات وبالتالي ينتج القليل من حالات رفض منح الحماية. وهذا يختلف تماما عما هي الحال بالنسبة إلى العلامات التجارية.

فرق آخر بين حماية الرسوم والنماذج الصناعية وفقا لاتفاق لاهاي وحماية العلامات التجارية وفقأ الاتفاق وبروتوكول مدريد هو أن اتفاق لاهاي لا يشترط الحماية أولا في بلد المنشأ.

فعلى سبيل المثال يمكن لمصمم فرنسي مثلا أن يودع طلبة دوليا يمنحه الحماية في فرنسا كما في سويسرا وإيطاليا ودول البلقان وأسبانيا.

ملخص جزئي gلنظامي مدريد ولاهاي للحماية والتسجيل

لقد تم حتى الآن استعراض اتفاقين يتعلقان بالتسجيل الدولي للعلامات التجارية والرسوم والنماذج الصناعية.

وهذان الاتفاقان تديرهما الويبو من خلال تسهيل إيداع الطلبات ونشرة جريدة مدريد ونشرة الاهاي اللتين تتضمنان معلومات عن الأمور التي تحصل ضمن هذين النظامين.

ويهدف نظام مدريد الذي تم استحداثه في العام ۱۸۹۱ إلى تشجيع وتسهيل التسجيل الدولي للعلامات التجارية.

ففي حال أراد شخص ما أن يحمي علامته التجارية، فعليه أن يبادر أولا إلى تسجيلها في بلد المنشأ.

وفي حال أراد تمديد الحماية لتشمل بلدانا أخرى فعليه إيداع طلب في البلدان الأعضاء في اتفاق أو بروتوكول مدريد.

خلال السنوات الخمس الأولى، إذا تم رفض العلامة في بلد المنشأ (رفض بحكم المنصب و بناء لاعتراض الغير) يقود ذلك إلى إلغائها في البلدان المعينة حتى ولو كانت تلك البلدان قد قبلتها. بعد مرور هذه المدة يبقى التسجيل قائما حتى ولو تم رفض تسجيل العلامة في بلد المنشأ.

 إن الحماية الدولية للعلامة التجارية غير محدودة في الزمن ولكن يجب تجديد التسجيل كل عشر سنوات. ويمكن تجديد التسجيل إلى ما لا نهاية.

بترخيص من مجموعة سواتش المحدودة وبحسب اتفاق لاهاي تم استحداث نظام الإيداع الدولي للرسوم والنماذج الصناعية.

وهذا النظام يعمل بطريقة اتفاق مدريد نفسها، بحيث يجب إيداع طلب دولي يسجل دوليا وينشر من قبل مكتب الويبو الدولي ويبلغ إلى الدول المعنية التي يحق لها أن تمنح أو أن ترفض منح الحماية. فيما يختص باتفاق الاهای يلاحظ أن عددا قليلا من البلدان تفحص الطلب مما يفسر نسبة عدد الطلبات المرفوضة القليل مقارنة باتفاق مدريد.

فرق آخر بين حماية الرسوم والنماذج الصناعية من خلال اتفاق لاهاي وحماية العلامات التجارية من خلال اتفاق و برتوكول مدريد هو أنه لا يفترض البدء بالحماية على الصعيد الوطني أولا.

 فمثلا يمكن المصمم فرنسي أن يودع طلب دولي يحصل من خلاله على الحماية في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وإسبانيا

 

معاهدة التعاون بشأن البراءات

 إن نظام البراءات الوطني يتطلب إيداع طلبات مستقلة وفي كل بلد على حدة من البلدان التي يرغب المخترع بحماية اختراعه فيه.

بمعنى آخر فإن مبدأ الإقليمية هو الذي ينطبق.

 ولتجاوز بعض المشاكل الناتجة عن هذا الأمر تم إبرام معاهدة التعاون بشأن البراءات سنة ۱۹۷۰. ومعاهدة التعاون بشأن البراءات تنص على إجراءات مبسطة تمكن المخترعين والمودعين من إيداع طلبات، وربمامن الحصول على براءات، في عدد كبير من البلدان.

إن الهدف الأساسي من معاهدة التعاون بشأن البراءات هو تبسيط الطرق التقليدية لإيداع طلبات حماية الاختراعات في عدة بلدان وتفعيلها وجعلها أقل كلفة وذلك لمصلحة مستخدمي نظام البراءات والمكاتب التي تتولى إدارة هذا النظام.

اقرأ بانتباه المقطع التالي الذي يصف بشكل واضح الهدف من معاهدة التعاون بشأن البراءات.

سؤال رقم 11: هل يمكنك أن تشرح لي بصفة عامة الهدف من معاهدة التعاون بشأن البراءات؟

تنظم معاهدة التعاون بشأن البراءات عملية إيداع الطلبات من أجل الحصول على الحماية بواسطة البراءة في عدد كبير من البلدان. وهي توفر إجراءات مبسطة يتبعها المخترع أو المودع للحصول على البراءة.

ومن ناحية أخرى، تشجع هذه المعاهدة عملية تبادل المعلومات التقنية المتوفرة في وثائق البراءات بين الدول المهتمة وبين المجتمع العلمي الذي يضم المخترعين والشركات المتخصصة.

بالإضافة إلى كونها تبسط إجراءات الحصول على البراءة، فإن معاهدة التعاون بشأن البراءات تهدف إلى نشر المعارف التقنية المتوفرة في وثائق البراءات بصورة جد فعالة.

 وتجدر الإشارة، إلى أن هذه المعاهدة لا تمنح براءات عالمية كما سيوضح المقطع التالي.

سؤال رقم ۱۲: هل يعني ذلك أن معاهدة التعاون بشأن البراءات تمنح براءة عالمية للمودع؟

لا. ويجب إيضاح نقطتين: الأولى هي أن معاهدة التعاون بشأن البراءات لا تمنح براءة اختراع ولكنه يعود للمكاتب الوطنية وبحسب اختصاصها أن تمنح البراءة عند نهاية الإجراءات المطلوبة وذلك استنادا إلى الطلب المقدم وفقا لهذه المعاهدة.

أما النقطة الثانية فهي أنه لا يوجد براءة اختراع عالمية، ومعاهدة التعاون بشأن البراءات لا تنص على ذلك إطلاقا، والإجراءات التي ذكرناها أعلاه ستؤدي إلى الحصول على مجموعة من البراءات الوطنية أو الإقليمية. من الممكن أن يحصل المودع على براءة واحدة إذا أكمل الطلب في مكتب واحد كما يمكنه أن يحصل على 10 أو ۲۰ أو ۵۰ براءة أو أكثر إذا أراد ذلك.

في المقطع التالي يصف المتحدث الإجراءات التي يتبعها المودع عندما يريد حماية البراءة في عدد من الدول المعينة.

سؤال رقم ۱۳: هل يمكنك أن تصف الإجراءات التي على مودع الطلب أن يتبعها عندما يستخدم معاهدة التعاون بشأن البراءات؟

أولا عليه أن يودع الطلب الدولي في مكتب تسلم الطلبات الذي غالبا ما يكون المكتب الوطني للمودع. وهذا الطلب يمر بمراحل متعددة.

 المرحلة العامة الأولى تعرف بالمرحلة الدولية وتتضمن أربع خطوات هي : أولا: الإيداع، ثانيا: البحث الدولي، ثالثا: النشر الدولي، ثم رابعا وأخيرا : الفحص التمهيدي الدولي.

 ويجب توضيح أنه لا يمكن القيام بالخطوة الأخيرة أي الفحص التمهيدي الدولي إلا بطلب صريح من المودع، لكن الخبرة تدل على أن أكثر من 80% من المودعين يطلبون القيام بهذه الخطوة. وعليه يمكن القول بأن الطلب الدولي وفقا لمعاهدة التعاون بشأن البراءات يمر بالخطوات الأربع من المرحلة الدولية.

ثم إذا رغب المودع بالاستمرار في طلبه فإنه يدخل عندها في المرحلة الوطنية. وهناك مرحلة وطنية خاصة بكل مكتب من مكاتب الدول التي يرغب المودع بمتابعة إجراءات الحصول على البراءة فيها. ويمكن أن تكون المكاتب الوطنية مكتبا واحدا أو مكتبين أو خمسة مكاتب أو عشرة مكاتب.

كما يمكن أن تكون مكاتب وطنية أو مكاتب إقليمية في حال أراد المودع الحصول على براءة إقليمية.

براءة الاختراع الأوربية

كما سبق وذكرنا، فإن المرحلة العامة الثانية من الإجراءات بحسب معاهدة التعاون بشأن البراءات هي المرحلة الوطنية.

 في هذه المرحلة يمكن للمودع أن يقدم طلبة الدولي لدى مكتب براءات إقليمي.

المكتب الأوربي للبراءات هو من الأمثلة على المكاتب الإقليمية.

أنشئ المكتب الأوربي لبراءات الاختراع وفقا للمعاهدة الأوربية للبراءات التي تنص في الفقرة الأولى من مادتها الثانية “أن البراءات الممنوحة وفقا لهذه المعاهدة تسمى بالبراءات الأوربية”.

 أما الفقرة الثانية من المادة ذاتها فقد نصت “أن للبراءة الأوربية نفس الفاعلية التي تتمتع بها البراءة الوطنية وهي تخضع لنفس الشروط التي تخضع لها البراءة الوطنية في الدولة المعنية إلا في حال نصت المعاهدة على خلاف ذلك”.

يتضمن تطبيق معاهدة التعاون بشأن البراءات سلسلة من العمليات. السؤال التالي يشرح أين تتم هذه العمليات.

سؤال رقم 14: لقد ذكرت ثلاث أو أربع خطوات تتم أثناء المرحلة الدولية كالبحوث والعمليات الأخرى ، .أين تتم هذه العمليات؟ وهل تتم بجنيف ؟

كلا. إن معظم الإجراءات التي تتم وفقا لمعاهدة التعاون بشأن البراءات تبدأ وتستمر خارج جنيف. فأولاً، يقدم مودع الطلب طلبه لدى ما يسمى مكتب تسلم الطلبات.

ويكون عادة مكتب بلد منشأ المودع. أو مكتب وطني أو إقليمي آخر أو أيضا المكتب الدولي في جنيف. وعليه فقد يتدخل المكتب الدولي في بدء الإجراءات ولكن هذا الأمر نادرا ما يحدث.

أما بالنسبة إلى الخطوة الثانية المتعلقة بالبحث الدولي، فيوجد حاليا 11 إدارة فقط معينة من قبل جمعية اتحاد معاهدة التعاون بشأن البراءات ومخولة بالقيام بالبحث الدولي.

وقد تم اختيار هذه الإدارات وفقا المعايير محددة. وهي تقدم خدماتها للمودعين وفقا لأحكام المعاهدة واستنادا إلى لغة العمل المتبعة لديها (كما هي الحال في بعض الإدارات).

 وعليه فإن المودعين وفقا لمعاهدة التعاون بشأن البراءات لا يمكنهم أن يتقدموا إلى أية إدارة من هذه الإدارات.

فمثلا إن لغة العمل في المكتب الياباني لبراءات الاختراع هي اليابانية فقط ولذا فهو غير مختص لإجراء البحوث المتعلقة بطلبات مودعة باللغة الفرنسية أو الإنكليزية أو الألمانية.

 والأمر ذاته ينطبق على مكتب البراءات والعلامات التجارية الأسباني الذي يعمل بالأسبانية فقط. من ناحية أخرى ثمة إدارات تعمل بأربع أو خمس أو ست لغات.

أما الخطوة الثالثة أي النشر فهي تتم بالكامل في المكتب الدولي للويبو في جنيف. وهذه العملية هي الوظيفة الوحيدة التي يقوم بها المكتب الدولي.

فالويبو تنشر كل الطلبات المقدمة وفقا لمعاهدة التعاون بشأن البراءات مهما كان مصدرها ولغة إيداعها.

أما الخطوة الرابعة أي الفحص التمهيدي الدولي فتعود عادة للإدارة التي قامت بالبحث الدولي .

وقد قلت “عادة” لأنه يمكن للمودعين أن يختاروا في بعض الحالات إدارة أخرى. وفي نهاية المرحلة الدولية أو عند الدخول في المرحلة الوطنية وهي مرحلة مستقلة لا يتدخل فيها المكتب الدولي يجب على المودع أن يزود بنفسه المكاتب المعنية بالوثائق المطلوبة.

ويمكن القول على كل حال بأن للمكتب الدولي دورة غير مرئي في كل هذه الإجراءات لأنه مسؤول عن توفير بعض الوثائق الضرورية للمكاتب وللمودعين… وعن إيصال بعض الوثائق في أوقات محددة وفقا لأحكام معاهدة التعاون بشأن البراءات.

وعليه وبالرغم من أننا لا نقوم (الويبو) بالقسم الجوهري الرئيسي من العمل في هذه المرحلة فيجب أن نبقى حاضرين لنؤمن الخدمات مهما كان مصير الإجراءات.

 ونعتمد في هذا المجال على المكاتب المعنية لتزودنا بالوثائق الضرورية ونعمل وفقا لورودها إلينا.

كما ذكرنا في المقدمة، إن الهدف الرئيسي من معاهدة التعاون بشأن البراءات هو تبسيط إجراءات الحصول على براءات الاختراع في بلدان متعددة.

 ومن فوائد المعاهدة أيضا أنها تتيح، بالمقارنة مع نظام البراءات التقليدي، للمودع أن يستفيد من مهلة أطول قبل أن يقرر في أي بلد يرغب بحماية اختراعه.

سؤال رقم ۱۰: حسناً، ما هي إذا الفوائد التي تعود على الشخص أو الشركة التي تقوم بإيداع طلب وفقاً لمعاهدة التعاون بشأن البراءات؟

أستطيع أن أقول بأن الفائدة الرئيسية التي تعود للمودع تكمن في كونه بإيداعه لطلب الحصول على براءة في مكتب واحد، والذي غالبا ما يكون مكتب البراءات الوطني للمودع، فإنه يحصل على تاريخ إيداع دولي لطلبة يكون له مفعول الإيداع الوطني في كل دولة من الدول المعينة من قبل المودع.

وعليه، فإن المتطلبات الإجبارية التي على المودع أن يستوفيها قليلة جدا، وهي عبارة عن عريضة خاصة بإيداع طلب الحصول على البراءة وفقا لمعاهدة التعاون بشأن البراءات، تحديد جنسية المودع ومحل إقامته لمعرفة ما إذا كان يحق له إيداع الطلب وفقا لهذه المعاهدة، إضافة إلى وصف الاختراع ومطالب الحماية.

وفائدة أخرى تستحق الذكر بالتأكيد هي أن المودع وفقا لمعاهدة التعاون بشأن البراءات يكسب الكثير من الوقت قبل أن يقرر ما إذا كان يريد الاستمرار في طلبه أم لا.

ويقدر هذا الوقت بسنة ونصف في حال الاستفادة القصوى من الإجراءات وفقا لمعاهدة التعاون بشأن البراءات.

بالإضافة إلى الفوائد المذكورة سابقا، ثمة فوائد أخرى لمكاتب البراءات الوطنية:

فإن المكاتب الوطنية قادرة على معالجة عدد كبير من الطلبات لأن الطلبات المودعة وفقا لمعاهدة التعاون بشأن البراءات يسهل فحصها إذ تخضع للشروط الشكلية العامة التي يتم فحصها خلال المرحلة الدولية.

كذلك توفر تكلفة النشر للمكاتب الوطنية. لأنه إذا تم نشر الطلب الدولي باللغة الرسمية للبلد فإنه لا حاجة لنشره في هذا البلد.

 أما البلدان التي تختلف فيها اللغة الرسمية عن لغة النشر فيمكن أن تكتفي بنشر الملخص المرفق بالطلب الدولي.

ويمكن للبلدان التي ترغب بالحصول على النص الكامل للطلب الدولي أن تحصل على ذلك.

لا تؤثر معاهدة التعاون بشأن البراءات على دخل المكاتب المعينة ما لم تقرر هي طوعيا تخفيض الرسوم الوطنية، آخذة بالاعتبار ما تجنيه نتيجة استخدامها لمعاهدة التعاون بشأن البراءات، وذلك لكي تحث المودع على تقديم طلب دولي.

 أما الرسوم السنوية ورسوم التجديد التي تشكل الدخل الأهم لغالبية المكاتب ولا تتأثر بمعاهدة التعاون بشأن البراءات .

تستفيد مكاتب فحص البراءات بالنسبة للطلبات الواردة إليها من البلدان الأخرى من تقرير البحث الدولي وتقرير الفحص التمهيدي الدولي.

أما المكاتب غير المختصة بالفحص فتستلم الطلبات التي تم فحصها مسبقا من حيث الشكل، مرفقة بتقرير البحث الدولي، وبتقرير الفحص التمهيدي الدولي أيضا. وهذا سيضع مكتب البراءات، والصناعة الوطنية التي يمكن أن تتأثر بهذه البراءة، إضافة أي الراغبين بالحصول على ترخيص، في وضع أفضل بكثير مقارنة مع النظام التقليدي لإيداع الطلبات الوطنية أو الإقليمية.

ملخص

توفر معاهدة التعاون بشان البراءات إجراءات مبسطة للمودع أو المخترع الذي يرغب بالحصول على براءات في عدد كبير من البلدان. كما أنها تشجع وتسهل عملية نقل المعلومات التقنية التي تتضمنها وثائق البراءات بين الشركات والأشخاص الذي يعملون في القطاع نفسه.

إن فائدة معاهدة التعاون بشأن البراءات بالنسبة للمودع تكمن في أنه ومن خلال إيداعه لطلب دولي واحد ، في مكتب براءات واحد، وبلغة واحدة، يمكنه أن يحصل على تاريخ إيداع دولي يسري في جميع الدول المعينة في الطلب.

إضافة إلى ذلك تمنح معاهدة التعاون بشأن البراءات المودع فترة من الزمن يمكن أن يقرر خلالها ما إذا كان لا يزال يرغب في مواصلة إجراءات الحماية في كل من البلدان المعينة.

أما الدور الأساسي الذي تلعبه الويبو فهو تسهيل تطبيق المعاهدة من خلال تبليغ العريضة إلى الدول المعينة ونشر كل الطلبات الدولية.

 

 

النصوص التشريعية:

  • اتفاق مدريد بشأن التسجيل الدولي للعلامات .
  • بروتوكول اتفاق مدريد بشأن التسجيل الدولي للعلامات.
  • إتفاقية لاهاي بشأن الإبداع الدولي للرسوم والنماذج الصناعية.
  • اتفاق نیس بشأن التصنيف الدولي للسلع والخدمات لأغراض تسجيل العلامات .
  •    معاهدة التعاون بشأن البراءات.

نقلا عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية ( الويبو)

Scroll to Top