بحث قانوني بعنونان ( أفـضـل و أنسب الـطرق للوقاية من الإرهاب و مكافحته )

 

رسائل المحامين المتمرنين في سوريا

بحث قانوني

أفـضـل و أنسب الـطرق للوقاية من الإرهاب و مكافحته

مقدمة:

ليس في المعجم الدبلوماسي ، أو معجم العلاقات الدولية ،  و بخاصة المعاصرة منها كلمة أسيئ استعمالها مثل كلمة ((الإرهاب )) .

و بخاصة بعد أحداث أيلول 11/9/2001م في نيويورك و واشنطن ، و بعد استلام المحافظين الجدد زمام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية ، و بعد الدعم الذي أولوه لإسرائيل في سياساتها و خططها التوسعية ضد الشعب العربي الفلسطيني.

ومنذ أوائل سبعينيات القرن الماضي ، غدت هذه الكلمة ((الإرهاب )) و مشتقاتها عناصر رئيسية في أدبيات العلوم الاجتماعية و السياسية  و الأمنية و العسكرية و الفلسفية و القانونية .

فخلال السنوات الماضية تم نشر الآلاف من الكتب و الدراسات و البحوث و المقالات حول الإرهاب  و إرهاب الدولة و حركات التحرر الوطني ضد الاحتلال و الاستعمار ،

و قد ادعت الإدارة الأمريكية الحالية أنها تقود تحالفاً دولياً من أجل مكافحة الإرهاب ، فاحتلت أفغانستان ثم العراق  و قد تحتل دولاً أخرى بحجة مكافحة الإرهاب ، و قد ظلت الدعوى الأمريكية بدون تغطية من الشرعية الدولية .

و إذا  كانت دول منطقتنا و دول المناطق الأخرى في العالم قد عاشت في القرن الماضي و لا تزل ((هوس الإرهاب)) و مكافحة الاحتلال و الاستعمار ، و بخاصة بعد احتلال أمريكا للعراق ،          و أحداث سوريا الحالية و ذلك باستخدام إرهاب الدولة .

لقد صورت أجهزة الإعلام الأمريكية  و الإسرائيلية أن الاحتلال و الاستعمار بمختلف أشكالهما ،  و التمييز العنصري ، و إبادة الجنس البشري ، و التهجير الطوعي (الترانسفير ) و الحصار و العقوبات بمختلف أشكالهما ، لا تعني شيئاً مهماً بقدر ما تعنيه كلمة ((الإرهاب )) و مشتقاتها .

– إن الإرهاب ظاهرة قديمة حديثة ، فقد عرف الصراع و النزاع   و الاختلاف في مختلف مراحل التاريخ وقائع وأحداث يمكن إدراجها ، حسب مفاهيم العصر الراهن ، في قائمة الأعمال الإرهابية . ثم جاءت الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر لتجعل الإرهاب وسيلتها إلى تحقيق الدولة العنصرية ،

حتى أصبحت ((إسرائيل)) نموذجاً لتمجيد الإرهاب و العنف و عسكرة المجتمع. حتى أن ظاهرة ما بعد الصهيونية و المؤرخين الجدد لم يفعلوا للعقيدة الصهيونية سوى محاولة نقد النموذج الصهيوني ، لا بهدف استبداله أو إلغائه أو إزالته ، و إنما بهدف تنقيته من الشوائب   و إجراء عملية تجميلية له لجعله مقبولاً، و إخراجه من مأزق التزييف .

فإسرائيل مصدر منتج للعنف و الإرهاب بحكم طبيعتها و تكوينها ، و الدليل ما يحدث في سوريا الآن جنوباً و شمالاً و وسطاً و شرقاً.

– إن موضوع الإرهاب و تعريفه و ماهيته كما يفهمها السياسيون عموماً  و الباحثون خصوصاً . أمر مهم و خصوصاً إن مفهوم الإرهاب يتم التنازع عليه في السياسة و في الإعلام .

و يسبب في المجتمعات العربية  و الإسلامية شعوراً بالعزلة و عدم الثقة و التناقض .

لذا لابد من فهم ما المقصود عند استخدام هذا المصطلح و لماذا ؟ و هل هذا مبرر و يخدم أهدافاً إنسانية عليا مثل تحقيق الأمن و الرفاه للشعوب أم يخدم أجندات لقلة متحكمة أو لخدمة شعب على حساب شعب أخر أو للترويج لحضارة ما على حساب حضارات أخرى .

لقد قسم البحث إلى مقدمة و فصلين و خاتمة ، الفصل الأول يتحدث عن الإرهاب تاريخاً و تعريفاً – الإرهاب أنواعه و أشكاله – إرهاب الدولة – الفرق بين الإرهاب و النضال الوطني و التحرري  – الإرهاب في سوريا موثقاً بالصور .

أما الفصل الثاني فيتحدث عن مكافحة الإرهاب على المستوى الإقليمي و الدولي و على المستوى الداخلي في سوريا .

لا تدعي هذه الدراسة أو هذا البحث الاكتمال ، و إنما تتوخى السعي قدر الإمكان إلى تقويم مفاهيم الإرهاب و إرهاب الدولة و الفارق بينها و بين النضال الوطني و التحرري للشعوب مع محاولة تقديم أفضل الطرق لمكافحة الإرهاب على المستوى الداخلي بأحدث ما توصل إليه علم الجرافولوجي و نأمل أن يتحقق من ذلك الفائدة المرجوة .


لقراءة وتحميل البحث يرجى الضغط هنا

Scroll to Top